الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أني لست طبيعياً بسبب النحافة الشديدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

السؤال بخصوص نحافة جسدي وضعف الجسم عموماً، وضعف العضلات أو الأعصاب، أنا أشعر أني لست طبيعياً؛ فأنا بعمر ٢٠ سنة، طولي ١٩٧ سم، دكتورة التغذية تعطيني كمية أكل كبيرة، وأنا لا أستطيع أن آكل كل هذا في اليوم؛ لأن عندي قولونا عصبيا وإمساكاً يؤلمني غالباً، ولو القولون بقي جيداً، فلا أستطيع أن آكل ذلك أيضأ، لأني أحس بغفلة عن ربنا حين آكل كثيراً.

المشايخ يوصون بعدم كثرة الأكل لأجل النجاة من قسوة القلب، وأنا أحفظ من القرآن الكريم، وطالب طب بيطري، ومشترك في معاهد علم شرعي، وفي معظم اليوم مذاكرة وحفظ قرآن، وهكذا، وكثرة الأكل تعوق طلب العلم.

أنا محتار بين إيثار الآخرة وبين ضعف جسمي في الدنيا، علماً بأني ما ذهبت لأي دكتور للفحص على الهرمونات والغدد، هل يمكن أن يكون القولون سببًا للنحافة، وقلة الحركة والتمارين سببًا للضعف؟

أعتقد أنكم سبب قد يساعد، والله يفتح عليكم وعلينا، فنحن نثق بكم وننتظر إجابتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك مفهوم خاطئ، فلم يكن في يوم من الأيام لتناول الطعام تأثير سلبي على حفظ القرآن، أو قساوة القلب، ووقت المذاكرة، بل على العكس تماماً، فإن تناول الطعام يعطيك المزيد من الطاقة والقوة للحفظ، والمذاكرة، لكن ما يناسبك هو الوجبات الخفيفة والمتكررة بحيث يزيد عدد الوجبات اليومية عن 6 وجبات، ولا تقتصر على الإفطار والغداء والعشاء.

تناول الطعام بنية التقوي على العبادة والمذاكرة لا يؤدي إلى قسوة القلب، وليس فيه إسراف، بل فيه اتباع لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحياة، وفي الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

في حديث آخر قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل الذي رأى عليه ثياباً في غاية الابتذال، (ألك مال؟ قال: نعم، قال: من أي المال؟ قال: قد آتاني الله من الإبل، والغنم، والخيل، والرقيق، قال: فإذا آتاك الله مالاً فليُرَ أثرُ نعمة الله عليك، وكرامته)، لكن ليس معنى ذلك التخمة والسمنة، فالاعتدال واجب، وأنت يناسبك الوزن ما بين 80 - 90 كجم، بحسب طولك.

النحافة تؤذيك وتقلل من تحملك وجلدك، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)، وإقامة الصلب لا يصح بالنحافة، بل بالاعتدال في تناول الطعام، وكما قلنا وجبات خفيفة ومتكررة تحتوي على البروتين الحيواني والنباتي، والتمر ومنتجات الألبان والفواكه والفطائر.

لا مانع من فحص وظائف الغدة الدرقية TSH & FT4، مع ضرورة فحص صورة الدم CBC، وفحص مستوى فيتامين D، وفيتامين B12، وتناول المقويات، والعلاج حسب نتيجة التحليل، مع أهمية ممارسة رياضة المشي، فهي تحسن اللياقة البدنية وتحسن الحالة المزاجية، ويمكن استغلال وقت المشي في الأذكار، والدعاء، ومراجعة القرآن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً