الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابتني صعوبة في التبول بعد تناول الزولفت، فهل هو السبب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 20 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري، قمت بالقراءة كثيراً عبر موقعكم ومواقع أخرى، ووجدت حسب الأطباء وأصحاب التجارب بأن دواء زولفت هو الأمثل لحالتي، بعد مرور 6 أيام من البدء بالدواء بجرعة حبة واحدة يومياً، عانيت من صعوبة في بدء التبول تصل إلى 3-5 دقائق، وكنت قد قرأت بأنه من الأعراض الجانبية للدواء، هو صعوبة التبول أو احتباس البول والتي قد تصيب 1 من 100 شخص بحسب روشيتة الدواء.

علماً أنه لي سوابق مع التهاب البروستات، وقد تعالجت منه مرتين، آخرها منذ 9 أشهر، لكن لم يسبق من قبل بأن عانيت من تأخر البول بهذه الدرجة، بحيث يكون هناك تأخر وصعوبة بالبدء لكن بمجرد البدء يخرج البول كأنه طبيعي، وأحياناً أشعر بعدم التفريغ الكامل.

هل من الطبيعي ما يحدث؟ وهل هو بسبب الدواء أم أن ظهور هذا العرض صادف نفس وقت أخذي للدواء وليس للدواء علاقة؟ وإذا كان بسبب الدواء فهل سيزول مع الوقت أم أنه علي تغيير الدواء؟ انصحوني بأفضل بديل لو كان علي تبديله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hani حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الزولفت – أو السيرترالين علميًا – هو من فصيلة الـ (SSRIS)، وهذه الفصيلة أدويتها فعّالة جدًّا في علاج الاكتئاب وعلاج الرهاب الاجتماعي، وعلاج الوسواس القهري أيضًا في كثير من الأحيان، وآثارها الجانبية عامَّة والأكثر حدوثًا عادةً هي اضطرابات في المعدة، من ألمٍ في المعدة وغثيان، وأحيانًا استفراغ وتقيؤ.

هذه هي الأعراض الجانبية التي تكون أكثر حدوثًا مع المرضى. وبخصوص الزولفت هو من أكثر الأدوية التي من فصيلة الـ (SSRIS) التي ليست له أعراض جانبية كثيرة.

أنا – يا أخي الكريم – طيلة سنين عملي ومراجعتي للمرضى لم يمرَّ عليَّ حالة احتباس للبول مع تناول الزولفت، وطبعًا هناك أعراض جانبية قد تكون نادرة تحدث بنسبة ضئيلة جدًّا عند بعض المرضى.

طالما أنك قرأتَ عنه فقد تكون أنت من هذه الحالات النادرة، لكن أنا أرى – قبل الاستعجال في الحكم على أن ما حصل معك هو آثار جانبية للزولفت – أن تُراجع طبيبك، فهو يستطيع أن يصل إلى أن هذا له علاقة بالزولفت أم لا، بعد أن يسألك أسئلة كثيرة عن طبيعة الأعراض الأخرى.

الشيء الآخر: يجب عليك أن تخفض الجرعة، لأنه في كثير من الأحيان هذه الأعراض الجانبية تكون لها علاقة بالجرعة، ودائمًا تحدث في بداية العلاج، ولا تحدث بعد مرور فترة من الوقت. كل هذه مؤشرات تُساعد على أن تحكم إذا كانت هذه الأعراض لها علاقة باحتباس البول أم لا.

إذا كانت هذه الأشياء فعلتها كلها ولم يحصل شيء فما عليك إلَّا استبدال الزولفت بدواء آخر، مثل الـ (فلوكستين)، دواء هو فعّال ضد الوسواس القهري، وأعراضه الجانبية قليلة، والـ (فافرين) هو أيضًا فعّال جدًّا ضد الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي، وأعراضه الجانبية في مجمله تكون في الجهاز الهضمي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً