الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لن يموت أحد من الخلق حتى يستوفي رزقه الذي كتبه الله له

السؤال

أنا الآن في الخمسين من عمري، ولي صديق منذ المرحلة الإعدادية، كان والده قد توفي، ولم يكن له غير والدته، وأصابه المرض في المرحلة الثانوية، ولم يستطع إكمال دراسته، وكنت أحاول مساعدته قدر المستطاع، وبعد وفاة والدته وعدم وجود من يرعاه ماديًّا، اضطرّ للتسول، وكنت دائمًا على صلة به، وتوفي في الشارع أسفل جسر، وليس له أحد، ولم يتزوج.
سؤالي: دائمًا أسمع من علمائنا: أن كل إنسان له 24 قيراطًا في الدنيا، منها صحة، وستر، ومال، وأسرة، ولا يموت حتى يأخذها، فأين نصيب هذا الصديق؟ فهو لم يكن ذا ستر، ولا مال، ولا علم، ولا أسرة، ولا أي شيء، وهل يمكن لمسلم أن يموت دون أن يأخذ حظه من هذه الأشياء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن المقطوع به من أدلة الشرع والواقع المشاهد أن الناس متفاوتون في أرزاقهم أعظم التفاوت، فما يزعمه بعض الوعاظ من أن الناس متساوون في أرزاقهم، زعم باطل، كما سبق بيان ذلك بإسهاب في الفتوى: 298432.

والخلق كلهم لن يموت أحد منهم حتى يستوفي رزقه الذي كتبه الله له، كما جاء في الحديث: أيها الناس، اتقوا الله، وأجملوا في الطلب؛ فإن نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل، ودعوا ما حرم. أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني.

وراجع بيان جملة من الحِكم الجليلة من تفاوت أرزاق العباد، في الفتويين: 17831، 385939.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني