الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسوسة إبليس لآدم عليه السلام وعمله بمقتضاها كلاهما بقدر الله

السؤال

من باب قوله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" سؤال دائما في ذهني أريد له إجابة واضحة لو تفضلتم.
وهو أن الله أراد من البداية أن يكون الإنسان في الأرض؛ لأنه قال للملائكة إنه جاعل في الأرض خليفة من قبل أن يدخل الإنسان الجنة، ويوسوس له الشيطان، وحتى من قبل أن يخلق السموات والأرض، ثم أراد الله قضاء الأمر بأن يهبطوا إلى الأرض جميعا.
سؤالي: هل كانت وسوسة إبليس جبرا للإنسان حتى ينزل الإنسان إلى الأرض؛ لأن الله أراد من البداية أن يكون الإنسان على الأرض، ويكون له عدو يوسوس له، ويكون الله -جل وعلا- يختبر إرادة الإنسان بهذه الطريقة؟
وهل كل شيطان قرين جبرا يكون ملازما للإنسان، ويوسوس له، ومن ثَمَّ يدخل إبليس هو والشياطين النار بسبب ذلك، وأن هذا ظلم لا يمكن أن يظلم الله مثقال ذرة؟
أرجو الرد لو تفضلتم. لئن يهدي الله بك رجلا واحد خير لك من حمر النعم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا إبليس كان مجبورا على الوسوسة، ولا أبونا آدم – عليه السلام – كان مجبورا على العمل بمقتضى هذه الوسوسة! وإن كان كلا الأمرين قد وقع بقضاء الله تعالى وقدره. وهذا هو شأن كل معصية تقع من العبد، هي: بكسبه واختياره، وليس العبد بمُسَيَّر، وبقضاء الله تعالى وقدره، وليس هو بمُخَيَّر، بل هو مسير ومخير في آن واحد، فهو ميسر لما خلق له. وراجع في ذلك الفتاوى: 49314، 300247، 242914، 353533.

وهذا هو سر القدر الذي يعزب عنه عقل البشر، فلا يستطيع إدراك حقيقته، ولا يجد له مثالا في واقع حياته. وكيف يدرك العقل أو يحيط علما بآثار قدرة الله تعالى وحكمته في خلقه؟! وراجع في تفصيل ذلك الفتويين: 312490، 369142.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني