الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

من هم البكاؤون الخمسة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعل السائل الكريم يقصد بالبكائين الصحابة الكرام الذين ذكرهم أهل السير في غزوة تبوك، ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه في تلك الغزوة العظيمة التي وقعت في ساعة العسرة، وكانت آخر غزواته صلى الله عليه وسلم سنة تسع من الهجرة، وفيهم نزل قول الله تعالى: وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ {التوبة:92}.

فإذا كان الأمر كذلك فهؤلاء سبعة وليسوا خمسة -كما ذكر السائل- وقد اختلف في أسمائهم، فنقل القرطبي في تفسيره عن مجاهد أنهم: أبناء مقرن من مزينة وكانوا سبعة إخوة كلهم صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس في الصحابة سبعة إخوة غيرهم، وهم: النعمان، ومعقل، وعقيل، وسويد، وسنان، ...

ثم قال: وقيل نزلت في سبعة نفر من بطون شتى وهم: سالم بن عمير من بني عمرو، وعلية بن زيد من بني حارثة، وعبد الرحمن بن كعب من بني النجار، وعمرو بن الحمام من بني سلمة، وعبد الله بن المغفل المزني وهرمي بن عبد الله الواقفي، وعرباض بن سارية..

وقيل غير ذلك، ولم نقف على خلاف في أن عددهم سبعة، ولا يترتب على التدقيق في أسمائهم وعدد أفرادهم كبير فائدة، ويكفي أن تعرف أن الآية نزلت في هؤلاء، وأنهم كانوا شديدي الحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللجهاد في سبيل الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني