فالأول القرح : قرح الجلد يجرح . والقرح : ما يخرج به من قروح تؤلمه . قال الله تعالى : إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله . يقال قرحه ، إذا جرحه ، والقريح : الجريح . والقرح : الذي خرجت به القروح .
والأصل الثاني : الماء القراح : الذي لا يشوبه غيره . قال :
بتنا عذوبا وبات البق يلسبنا نشوي القراح كأن لا حي بالوادي
[ ص: 83 ] والأرض القراح : الطيبة التربة : التي لا يخلط ترابها شيء . ومن الباب : رجل قرحان وقوم قرحانون ، إذا لم يصبهم جدري ولا مرض . وهذا من الماء القراح والأرض القراح . والقرواح مثل القراح . ويقال : القرواح : الواسعة . وهو قريب من الأول ، لأنه تشوبها حزونة .والأصل الثالث القريحة ، وهو أول ما يستنبط من البئر ، ولذلك يقال : فلان جيد القريحة; يراد به استنباط العلم . ومنه اقترحت الجمل : ركبته قبل أن يركب . واقترحت الشيء : استنبطته عن غير سماع .
ومما شذ عن هذه الأصول الثلاثة : القارح من الدواب : ما انتهى سنه . قال الفراء : قرح يقرح قروحا ، من خيل قرح . وكل الأسنان بالألف ، مثل أثنى وأربع ، إلا قرح .
ومن الشاذ القرحة : ما دون الغرة من البياض بوجه الفرس . قال : وروضة قرحاء : في وسطها نور أبيض . قال : ذو الرمة
حواء قرحاء أشراطية وكفت بها الذهاب وحفتها البراعيم
ويقولون : قرح فلان فلانا بالحق ، إذا استقبله به . وهذا ممكن أن يكون من باب الإبدال ، والأصل قرعه . وممكن أن يكون كأنه جرحه بذلك .