باب النون والفاء وما يثلثهما
( نفق ) النون والفاء والقاف أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على انقطاع شيء وذهابه ، والآخر على إخفاء شيء وإغماضه . ومتى حصل الكلام فيهما تقاربا .
فالأول : نفقت الدابة نفوقا : ماتت ، ونفق السعر نفاقا ، وذلك أنه يمضي فلا يكسد ولا يقف . وأنفقوا : نفقت سوقهم . والنفقة لأنها تمضي لوجهها . ونفق الشيء : فني يقال قد نفقت نفقة القوم .
وأنفق الرجل : افتقر ، أي ذهب ما عنده .
[ ص: 455 ] قال : ومنه قوله تعالى : إذا لأمسكتم خشية الإنفاق . وفرس نفق الجري ، أي سريع انقطاع الجري . ابن الأعرابي
والأصل الآخر النفق : سرب في الأرض له مخلص إلى مكان . والنافقاء : موضع يرققه اليربوع من جحره فإذا أتي من قبل القاصعاء ضرب النافقاء برأسه فانتفق ، أي خرج . ومنه اشتقاق النفاق ، لأن صاحبه يكتم خلاف ما يظهر ، فكأن الإيمان يخرج منه ، أو يخرج هو من الإيمان في خفاء . ويمكن أن الأصل في الباب واحد ، وهو الخروج . والنفق : المسلك النافذ الذي يمكن الخروج منه .
أما نيفق السراويل فقد قال أبو بكر : هو فارسي معرب .