الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

شمائل النبي صلى الله عليه وسلم

الترمذي - محمد بن عيسى بن سورة الترمذي

226 - حدثنا سفيان بن وكيع أنبأنا جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي قال : حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله ، عن ابن لأبي هالة ، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، قال : سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا ، قلت : صف لي منطق رسول الله صلى الله عليه وسلم ! قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ، ليست له راحة . طويل السكت ، لا يتكلم في غير حاجة . يفتتح الكلام ويختمه [ ص: 185 ] بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم . كلامه فصل ، لا فضول ولا تقصير ، ليس بالجافي ولا المهين . يعظم النعمة وإن دقت ، لا يذم منها شيئا غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه . ولا تغضبه الدنيا ، ولا ما كان لها ، فإذا تعدي الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له . ولا يغضب لنفسه ، ولا ينتصر لها . إذا أشار أشار بكفه كلها ، وإذا تعجب قلبها ، وإذا تحدث اتصل بها ، وضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى . وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غض طرفه . جل ضحكه التبسم ، يفتر عن مثل حب الغمام " . [ ص: 186 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية