الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
177 - حدثنا محمد بن العباس بن أيوب ، نا إسحاق بن الضيف ، نا إبراهيم بن الحكم بن أبان ، حدثني أبي ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة ، أن أعرابيا ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في شيء ، فأعطاه شيئا ، ثم قال : أحسنت إليك ؟ فقال الأعرابي : لا ، ولا أجملت قال : فغضب المسلمون ، وقاموا إليه ، فأشار إليهم أن كفوا . قال عكرمة : قال أبو هريرة : ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فدخل منزله ، ثم أرسل إلى الأعرابي ، فدعاه إلى البيت ، فقال : إنك جئتنا فسألتنا ، فأعطيناك ، فقلت : ما قلته ، فزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، ثم قال : أحسنت إليك ؟ قال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إنك كنت جئتنا فسألتنا ، فأعطيناك ، وقلت ما قلت ، وفى أنفس أصحابي شيء من ذلك ، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي ، حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك . قال : نعم . قال عكرمة : قال أبو هريرة : فلما كان الغد أو العشي ، جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صاحبكم هذا كان جاء فسألنا ، فأعطيناه ، وقال ما قال ، وإنا دعوناه إلى البيت فأعطيناه فزعم أنه قد رضي ، أكذلك ؟ قال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا . قال أبو هريرة : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه ، فاتبعها الناس ، فلم يزيدوها إلا نفورا ، فناداهم صاحب الناقة : خلوا بيني وبين ناقتي ، فأنا أرفق بها وأعلم ، فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها وأخذ لها من قمام الأرض ، فردها هونا هونا حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها ، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال ، فقتلتموه ، دخل النار . [ ص: 473 ]

[ ص: 474 ] [ ص: 475 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية