الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
179 - حدثنا الوليد بن أبان ، نا علي بن الحسن بن سلم ، حدثنا أبو الأزهر ، نا وهب بن جرير ، نا أبي ، سمعت ابن إسحاق ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : أقبل أعرابي على ناقة له حتى أناخ بباب المسجد ، فدخل على نبي الله ، وحمزة بن عبد المطلب جالس في نفر من المهاجرين والأنصار ، فيهم النعيمان ، فقالوا للنعيمان : ويحك إن ناقته ناوية ، يعني سمينة ، فلو نحرتها فإنا قد قرمنا إلى اللحم ، ولو قد فعلت غرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكلنا لحما ، فقال إنى إن فعلت ذلك وأخبرتموه بما صنعت ، وجد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : لا نفعل ، فقام فضرب في لبتها ، ثم انطلق ، فمر بالمقداد بن عمرو وقد حفر حفرة ، وقد استخرج منها طينا ، فقال : يا مقداد غيبني في هذه الحفرة ، وأطبق علي شيئا ، ولا تدل علي أحدا ، فإني قد أحدثت حدثا ، ففعل ، فلما خرج الأعرابي رأى ناقته فصرخ ، فخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : من فعل هذا ؟ قالوا : نعيمان ، قال : وأين توجه ؟ فتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه حمزة وأصحابه ، حتى أتى على المقداد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد : هل رأيت لي نعيمان ؟ فصمت ، فقال : لتخبرني أين هو ؟ فقال : مالي به علم ؟ وأشار بيده إلى مكانه ، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي عدو نفسه ما حملك على ما صنعت ؟ قال : والذي بعثك بالحق لأمرني به حمزة وأصحابه ، وقالوا : كيت وكيت ، فأرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعرابي من ناقته ، وقال : شأنكم بها ، فأكلوها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر صنيعه ضحك حتى تبدو نواجذه . [ ص: 481 ]

[ ص: 482 ] [ ص: 483 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية