الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            التأسيس الشرعي

            لعطاء الكفاءات المهاجرة

            أ.د.محماد بن محمد رفيع

            - مقدمة:

            يروم البحث في هذا الموضوع رصد الأصول الشرعية، كتابا وسنة واجتهادا، التي ينبني عليها العطاء الحضاري والتواصل الدعوي للكفاءات المهاجرة من المسلمين، وذلك من خلال تتبع واستقراء نصوص الكتاب والسنة وشروحها في المدونات التفسيرية والحديثية، واستثمارها في الكتابات الأصولية والمقاصدية، واستخلاص ونظم تلك الأصول في سياق تحليلي تعليلي يثبت أصالة وثبات مبدأ العطاء الحضاري والتفاعل الإيجابي للمسلم في كل مكان وزمان، تماما كما يكشف عن تعدد صور العطاء الحضاري وتنوعها بحسب تنوع البيئات الثقافية والاجتماعية والقيم الحضارية بين المجتمعات. [ ص: 53 ]

            ولعل بحث هذه القضية من وجهة نظر تأصيلية من شأنه أن يسهم في الإجابة عن واحدة من أهم نوازل فقه المهجر المعاصرة، فتندفع ترددات كثير من المسلمين في موضوع تدبير وجودهم في المجتمعات المستقبلة، ويتحقق للجالية المسلمة الاستقرار فالتفاعل الإيجابي مع مجتمعاتهم حتى يصبحوا كتلة اجتماعية وحضارية مؤثرة في مراكز القرار.

            ومن أجل تفصيل القول في هذا الموضوع، ارتأيت تأسيس البحث على المحاور التالية:

            مقدمة: تناولت فيها فكرة الموضوع، وجدوى البحث فيه،وخطته التصميمية والمنهج المتبع في بناء البحث.

            المبحث الأول: الأصول الشرعية الكلية لاستيعاب المخالف حضاريا

            المبحث الثاني: الأصول النبوية التفصيلية في استيعاب المخالف حضاريا

            خاتمة: خصصتها لأهم النتائج العلمية، التي خلص إليها البحث مشفوعة بما أثاره البحث من أسئلة.

            أما المنهج المعتمد في بناء الموضوع فيجمع بين استقراء المادة العلمية من مظانها، وتحليل مضامينها وتعليل أحكامها وبيان مقاصدها للوصول إلى مقصد التأصيل المتكامل لقضية العطاء الحضاري للكفاءات المهاجرة المسلمة في بلاد المهجر، مع اعتماد نظام التوثيق الأكاديمي للمادة العلمية. [ ص: 54 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية