الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم من الناس من يحتج به في الاستثناء من غير جنسه .

وقد اختلف أهل اللغة في معناه ، فقال بعضهم : " هو استثناء منقطع ومعناه : لكن الذين ظلموا منهم يتعلقون بالشبهة ويضعون موضع الحجة ، وهو كقوله تعالى : ما لهم به من علم إلا اتباع الظن معناه : لكن اتباع الظن ، قال النابغة :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب

معناه : لكن بسيوفهم فلول ، وليس بعيب " وقيل فيه : " إنه أراد بالحجة المحاجة والمجادلة ، فقال : لئلا يكون للناس عليكم حجاج إلا الذين ظلموا فإنهم يحاجونكم بالباطل " . وقال أبو عبيدة : " إلا " هاهنا بمعنى الواو ، وكأنه قال : لئلا يكون للناس عليكم حجة وإلا الذين ظلموا .

وأنكر ذلك الفراء وأكثر أهل اللغة ، قال الفراء : لا تجيء " إلا " بمعنى الواو إلا إذا تقدم استثناء كقول الشاعر : [ ص: 114 ]

ما بالمدينة دار غير واحدة     دار الخليفة إلا دار مروان

كأنه قال : ما بالمدينة دار إلا دار الخليفة ودار مروان . وقال قطرب : معناه لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا على الذين ظلموا . وأنكر هذا بعض النحاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية