الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              193 (باب في الأمر بالإيمان والاستعاذة بالله عند وسوسة الشيطان)

                                                                                                                              وقال النووي: «باب بيان الوسوسة في الإيمان، وما يقوله من وجدها»

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 155-156 جـ2 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة ، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا: هذا الله فمن خلق الله ؟ قال فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب فقالوا: يا أبا هريرة هذا الله فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم، ثم قال: قوموا قوموا صدق خليلي ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة» رضي الله عنه «قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة! حتى يقولوا: هذا الله. فمن خلق الله ) .

                                                                                                                              [ ص: 123 ] وفي رواية أخرى عنه عند مسلم «لا يزال الناس يتساءلون، حتى يقال: هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله» . وفي رواية «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته» أي: إذا عرض له هذا الوسواس. فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه، ولغرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء، فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته، وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها.

                                                                                                                              قال: فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب» سكان البادية «فقالوا: يا أبا هريرة! هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم. ثم قال: قوموا قوموا. صدق خليلي صلى الله عليه وسلم ) (وفيه أن ذلك كان معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                              وفي رواية أخرى «قال: «لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال: وهو آخذ بيد رجل. فقال: صدق الله ورسوله، قد سألني اثنان. وهذا الثالث. أو قال: سألني واحد وهذا الثاني» .




                                                                                                                              الخدمات العلمية