الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1038 وعن الزبير بن العوام قال : صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح في مسجد المدينة ، فلما انصرف قال : " أيكم يتبعني إلى وفد الجن الليلة " ، فأسكت القوم فلم يتكلم منهم أحد . قال ذلك ثلاثا ، فمر بي يمشي ، فأخذ بيدي ، فجعلت أمشي معه [ ص: 210 ] حتى خنست عنا جبال المدينة كلها ، وأفضينا إلى أرض براز ، فإذا رجال طوال كأنهم الرماح ، مستذفري ثيابهم من بين أرجلهم ، فلما رأيتهم غشيتني رعدة شديدة حتى ما تمسكني رجلاي من الفرق ، فلما دنونا منهم خط لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإبهام رجله في الأرض خطا ، فقال لي : " اقعد في وسطه " ، فلما جلست ذهب عني كل شيء كنت أجده من ريبة ، ومضى النبي - صلى الله عليه وسلم - بيني وبينهم ، فتلا قرآنا رفيعا حتى طلع الفجر ، ثم أقبل حتى مر بي ، فقال لي : " الحق " ، فجعلت أمشي معه ، فمضينا غير بعيد ، فقال لي : " التفت فانظر ، هل ترى حيث كان أولئك من أحد ؟ " قلت : يا رسول الله ، أرى سوادا كثيرا ، فخفض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه إلى الأرض ، فنظم عظما بروثة ، ثم رمى به إليهم ، ثم قال : " رشد أولئك مني ، وفد قوم هم وفد نصيبين ، سألوني الزاد فجعلت لهم كل عظم وروثة " . قال الزبير : فلا يحل لأحد أن يستنجي بعظم ولا روثة أبدا .

                                                                                            رواه الطبراني في الكبير ، وإسناده حسن ، ليس فيه غير بقية ، وقد صرح بالتحديث .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية