الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5295 باب في ثواب الساعي على الأرملة ، والمسكين

                                                                                                                              وذكره النووي ، في (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص112 ج18 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "الساعي على الأرملة ، والمسكين : كالمجاهد في سبيل الله ، -وأحسبه قال- وكالقائم لا يفتر ، وكالصائم لا يفطر" ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : الساعي على الأرملة) أي التي : لا زوج لها . سواء كانت تزوجت قبل ذلك ، أم لا . أو هي التي فارقها زوجها : غنية كانت ، أو فقيرة .

                                                                                                                              [ ص: 82 ] وقال ابن قتيبة : "سميت بذلك" : لما يحصل لها من الإرمال ، وهو الفقر ، وذهاب الزاد بفقد الزوج . يقال : "أرمل الرجل" : إذا فني زاده .

                                                                                                                              (والمسكين) قال النووي : المراد بالساعي : الكاسب لهما ، العامل لمؤونتهما .

                                                                                                                              (كالمجاهد في سبيل الله) أي : في الأجر (-وأحسبه قال- وكالقائم) الليل متهجدا (لا يفتر) . أي : لا يضعف عن التهجد في الليل . (وكالصائم) النهار (لا يفطر) . كقولهم : نهاره صائم ، وليله قائم . يريدون الديمومة .

                                                                                                                              والألف واللام -فيهما- غير : معرفين ، ولذا وصف كل واحد بجملة فعلية بعده . كقوله :

                                                                                                                              ولقد أمر على اللئيم يسبني

                                                                                                                              وفي البخاري ، بلفظ : "أو كالذي يصوم النهار ، ويقوم الليل" .




                                                                                                                              الخدمات العلمية