الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 363 ]

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والثلاثون بعد المائة : وآلات الملاهي .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والثلاثون بعد المائة : وبتحريم نكاح الأخت .

                                                                                                                                                                                                                              الأربعون بعد المائة : وبتحريم أواني الذهب والفضة .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والأربعون بعد المائة : وبتحريم الحرير .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والأربعون بعد المائة : وحلي الذهب على رجالهم .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والأربعون بعد المائة : وبتحريم السجود لغير الله ، وكانت تحية من قبلنا ، فأعطينا مكانه السلام .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والأربعون بعد المائة : وبأنهم عصموا من الاجتماع على ضلالة ونشأ من ذلك أن إجماعهم حجة .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والأربعون بعد المائة : وبأنهم لا تعمهم سنة عامة .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والأربعون بعد المائة : ولا يستأصلهم عدو .

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان ، عن المغيرة بن شعبة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ظاهرين" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا عن معاوية قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من حالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لا يجمع الله هذه الأمة على ضلالة أبدا" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والطبراني ، عن أبي بصرة الغفاري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "سألت الله أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلكهم بالسنين ، كما أهلك الأمم قبلهم فأعطانيها ، وسألته أن لا يظهر عليهم عدوا فأعطانيها ، وسألته أن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارمي ، وابن عساكر ، عن عمرو بن قيس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "إن الله وعدني في أمتي وأجارهم من ثلاث : لا يعمهم بسنة ، ولا يستأصلهم عدو ، ولا يجمعهم على ضلالة" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم ، عن ثوبان قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملكها سيبلغ ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة ، ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم فأعطاني" . [ ص: 364 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة ، عن سعد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردت علي" .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والأربعون بعد المائة : وعصموا من أن يظهر أهل الباطل على الحق .

                                                                                                                                                                                                                              روي عن معاوية قال : ما اختلفت أمة قط إلا غلب أهل باطلها على أهل حقها إلا هذه الأمة .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والأربعون بعد المائة : واختلافهم رحمة وكان اختلاف من قبلهم عذابا .

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخ نصر المقدسي في كتاب "الحجة" [ . . . . ] قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "اختلاف أمتي رحمة" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الخطيب في رواة مالك عن إسماعيل بن أبي المجالد قال : قال هارون الرشيد لمالك بن أنس : يا أبا عبد الله تكتب هذه الكتب ، وتفرقها في آفاق الإسلام فتحمل عليها الأمة قال : يا أمير المؤمنين ، إن اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الأمة ، كل يتبع ما صح عنده ، وكل على هدى ، وكل يريد الله .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والأربعون بعد المائة : وعصموا من أن يدعو عليهم نبيهم بدعوة فيهلكوا .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والأربعون بعد المائة : وبأن الطاعون شهادة لهم ورحمة ، وكان على الأمم [قبلنا] عذابا .

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان ، عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري ، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الطاعون فأخبرني "أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء ، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ، وليس من أحد يقع الطاعون ، فيمكث في بلده صابرا محتسبا ، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له ، إلا كان له من الأجر مثل أجر شهيد" .

                                                                                                                                                                                                                              الخمسون بعد المائة : وبأن ما دعوا به استجيب لهم .

                                                                                                                                                                                                                              روى الحكيم الترمذي ، عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "أعطيت هذه الأمة ما لم يعط أحد" ،

                                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : ادعوني أستجب لكم [غافر 60] وإنما كان يقال هذا للأنبياء ، وقوله تعالى : وما جعل عليكم في الدين من حرج [الحج 78] ، وإنما كان يقال هذا للأنبياء ، وقوله تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس [البقرة 143] ، وإنما كان يقال هذا للنبي : أنت شهيد على . [ ص: 365 ]

                                                                                                                                                                                                                              قومك ،
                                                                                                                                                                                                                              قال الترمذي : كان خالد الربعي يقول : عجبت لهذه الآية ادعوني أستجب لكم [غافر 60] ، أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة ، وليس بينهما شرط ، قال الترمذي : وإنما كانت هذه للأنبياء .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي الدنيا في الذكر ، عن سفيان بن عيينة قال : قال الله تعالى : "وأعطيتكم ما لو أعطيته جبريل ومكائيل كنت أجزلت لهما أو كلمة نحوها ادعوني أستجب لكم" .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية