الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  10531 - حدثنا معاذ بن المثنى ، ثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي ، ح وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا شيبان بن فروخ ، قالا : ثنا الصعق بن حزن ، أخبرني عقيل الجعدي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن سويد بن غفلة ، عن ابن مسعود قال : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا ابن مسعود " ، قلت : لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالها ثلاثا ، " تدري أي عرى الإيمان أوثق ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإن أوثق عرى الإسلام الولاية فيه ، الحب فيه والبغض " .

                                                                  ثم قال : " يا ابن مسعود " ، قلت : لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالها ثلاثا ، قال : " تدري أي الناس أفضل " ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإن أفضل الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم " .

                                                                  ثم قال : " يا ابن مسعود " ، قلت : لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " تدري أي الناس أعلم ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " إن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس ، وإن كان مقصرا في [ ص: 221 ] العمل ، وإن كان يزحف على استه زحفا ، واختلف من كان قبلي على ثنتين وسبعين فرقة ، نجى منا ثلاثة ، وهلك سائرهن ، فرقة آزت الملوك وقاتلوهم على دينهم ودين عيسى ابن مريم ، وأخذوهم فقتلوهم وقطعوهم بالمناشير ، وفرقة لم يكن لهم طاقة موازاة الملوك ، ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم إلى دين الله عز وجل ودين عيسى ابن مريم عليه السلام ، فساحوا في الأرض وترهبوا " ، قال : " وهم الذين قال الله عز وجل ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الآية " ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها ، ومن لم يتبعني فأولئك هم الهالكون
                                                                  " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية