الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم بين لهم حالهم عند بعض ما طلبوا فقال: يوم وناصبه ما دل عليه "لا بشرى" يرون الملائكة أي يوم القيامة أو قبله في الغزوات أو عند الاحتضار لا بشرى أي من البشر أصلا يومئذ للمجرمين أي لأحد ممن قطع ما أمر الله [ ص: 370 ] به أن يوصل، ولبيان ذلك أظهر موضع الإضمار ويقولون أي في ذلك الوقت: حجرا محجورا أي نطلب منعا منكم ممنوعا، أي مبالغا في مانعيته، ويجوز أن يراد بالمفعول الفاعل، والمعنى واحد في أنهم يريدون أن يكون بينهم وبين الملائكة مانع عظيم يمنعهم منهم; قال أبو عبيدة : وهذا عوذة العرب ، يقوله من خاف آخر في الحرم أو في شهر حرام إذا لقيه وبينهما ترة وقال سيبويه : يريد البراءة من الأمر ويبعد عن نفسه أمرا، فكأنه قال: أحرم ذلك حراما محرما، ومثل ذلك أن يقول الرجل للرجل: أتفعل كذا وكذا؟ فيقول: حجرا أي سترا وبراءة من هذا، فهذا ينتصب على إضمار الفعل.

                                                                                                                                                                                                                                      وعبر بالمضارع إشارة إلى دوام تجديدهم لهذا القول بعد مفاجأتهم به حال رؤيتهم لهم لعظيم روعتهم منهم، بخلاف ما بعده فإنه عبر فيه بالماضي إشارة إلى أنه كائن لا محالة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية