الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر الخبر الدال على إباحة قول المرء الكذب في المعاريض يريد به صيانة دينه ودنياه

                                                                                                                          5737 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أخبرنا النضر بن شميل ، أخبرنا هشام بن حسان ، عن محمد ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاثا ، اثنتين في ذات الله : قوله إني سقيم ، وقوله : بل فعله كبيرهم هذا ، قال : ومر على جبار من الجبابرة ومعه امرأته سارة ، فقيل له : إن [ ص: 46 ] رجلا هاهنا معه امرأة من أحسن الناس ، قال : فأرسل إليه فأتاه ، فدخل عليه فسأله ، فقال : هذه أختي ، قال : فأتاها ، فقال لها : إن هذا قد سألني عنك ، وإني أنبأته أنك أختي ، وإنك أختي في كتاب الله ، فلا تكذبيني ، قال : فلما رآها ذهب ليأتيها ، فدعت الله فأخذ ، فقال : ادعي الله لي ، ولك علي أن لا أعود ، فدعت له ، ثم ذهب ليأتيها ، فدعت فأخذ أخذة هي أشد من الأولى ، فقال : ادعي الله لي ، ولك علي أن لا أعود ، فدعت له ، فذهب ليأتيها ، فدعت فأخذ أخذة هي أشد من الأوليين ، فقال : ادعي الله لي ، ولك علي أن لا أعود ، فدعت له ، فأرسل ، فقال لأدنى حجبته عنده : إنك لم تأتني بإنسان ، إنما أتيتني بشيطان ، وأخدمها هاجر ، فلما رآها إبراهيم قال : مهيم ، قالت : كفى الله كيد الكافر الفاجر ، وأخدمها هاجر ، قال : فكان أبو هريرة إذا حدث بهذا الحديث قال : تلك أمكم يا بني ماء السماء ، قال : ومد النضر صوته .

                                                                                                                          [ ص: 47 ] قال أبو حاتم : كل من كان من ولد هاجر يقال له : ولد ماء السماء ، لأن إسماعيل من هاجر ، وقد ربي بماء زمزم ، وهو ماء السماء الذي أكرم الله به إسماعيل ، حيث ولدته أمه هاجر ، فأولادها أولاد ماء السماء .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية