الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5848 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ، قال : ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة ، - رضي الله عنه - ، أن رسول الله -عليه السلام - قال : "المسلمون عند شروطهم " .

                                                التالي السابق


                                                ش: إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي الزبيري المدني ، شيخ البخاري وأبي داود .

                                                وعبد العزيز بن [أبي حازم سلمة] بن دينار ، روى له الجماعة ، وكثير بن زيد الأسلمي المدني ، فيه مقال ، فقال النسائي : ضعيف . وعن يحيى : ليس بذاك . وعنه : صالح . وعن ابن حبان : ثقة .

                                                والوليد بن رباح الدوسي المدني ، وثقه ابن حبان ، استشهد به البخاري .

                                                وأخرجه أبو داود بأتم منه : ثنا سليمان بن داود ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني سليمان بن بلال (ح).

                                                وحدثنا أحمد عبد [الواحد] الدمشقي ، قال : ثنا مروان -يعني ابن محمد - قال : ثنا سليمان بن بلال -أو عبد العزيز الشك من أبي داود - قال : نا كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله -عليه السلام - : "الصلح جائز بين المسلمين " زاد أحمد : "إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا " ، وزاد سليمان : قال رسول الله -عليه السلام - : "المسلمون على شروطهم " .

                                                [ ص: 365 ] وقال ابن حزم : هذا خبر فاسد ، لأنه إما عن كثير بن زيد وهو هالك ، وإما مرسل .

                                                قلت : لما أخرجه أبو داود سكت عنه ، وذا دليل رضاه به ، وكثير بن زيد قد وثقه ابن حبان كما ذكرنا ، وقال أبو حاتم : صالح ليس بالقوي ، يكتب حديثه . وقال أحمد : ما أرى به بأسا . وقال يعقوب بن شيبة ليس بذاك الساقط وإلى الضعف ما هو .

                                                قوله : "المسلمون عند شروطهم " يعني المسلمون هم الذين يثبتون عند شروطهم ، وأراد بالشروط : الشروط الجائزة في الدين لا الشروط الفاسدة .




                                                الخدمات العلمية