الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  [ ص: 242 ] عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن المقداد

                                                                  ( 572 ) حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا حجاج بن المنهال ، ( ح ) وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وجعفر بن محمد الفريابي ، قالا : ثنا هدبة بن خالد ، قالا : ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن المقداد بن عمرو ، قال : قدمت المدينة أنا وصاحبان لي ، فجعلنا نتعرض للناس فلم يضفنا أحد ، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله ، أصابنا جوع شديد فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد ، فذهب بنا إلى منزله وعنده أربعة أعنز ، فقال : " يا مقداد ، احلبهن " وجزأ النبي صلى الله عليه وسلم لكل إنسان منا جزءا ، فكنت أفعل ذلك ، فرفعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جزأه فأبطأ علينا فاضطجعت على فراشي ، فقالت لي نفسي : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أهل بيت من الأنصار فأكل عندهم وشرب ، ولو أنك شربت هذه الشربة ؟ فلم تزل نفسي حتى شربتها ، فلما تقار في بطني أخذني ما قدم وما حدث ، قالت لي نفسي : يجيء الآن ظمآن ، فلا يجد شيئا ، فاضطجعت وسجيت الثوب علي ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم تسليما يسمع اليقظان ، ولا يوقظ النائم ، ثم أتى الإناء فكشف عنه فلم ير شيئا ، فقال : " اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني " فاغتنمت دعوته فنهضت فأخذت الشفرة فدنوت من الغنم فنظرت أيهن أسمن لأذبحها ، فدنوت من واحدة فجسستها فنظرت فإذا هي حافل ، ونظرت إلى أخرى ، فإذا هي حافل ، فنظرت إلى الأخرى فإذا هي حافل ، [ ص: 243 ] فنظرت كلهن فإذا هن حفل ، فأخذت فحلبت فيه فقلت : اشرب ، فقال : " الخبر يا مقداد " ، فقلت : اشرب ثم الخبر ، فقال : " بعض سوآتك يا مقداد " فشرب ثم قال : " اشرب " ، فقلت : اشرب يا رسول الله ، فشرب حتى تضلع ، ثم أخذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فشربت ، ثم أخبرته الخبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذه بركة نزلت من السماء ، أفلا أخبرتني حتى أسقي صاحبيك ؟ " فقلت : إذا أصبت أنا وأنت ما أبالي من أخطأت .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية