الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 46 ) حدثنا أبو يزيد القراطيسي ، ثنا نعيم بن حماد ، ثنا ابن المبارك ، أنا محمد بن مطرف ، أنا أبو حازم ، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع ، عن مالك الدار ، أن عمر بن الخطاب ، أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة ، فقال للغلام : " اذهب بهم إلى أبي عبيدة بن الجراح ، ثم تله ساعة في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع ، فذهب بها الغلام إليه " فقال : يقول لك أمير المؤمنين : اجعل هذه في بعض حاجتك ، فقال : وصله الله ورحمه ، ثم قال : تعالي يا جارية ، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ، وبهذه الخمسة إلى [ ص: 34 ] فلان ، حتى أنفذها ، فرجع الغلام ، وأخبره فوجده قد أعد مثلها إلى معاذ بن جبل فقال : " اذهب بهذا إلى معاذ بن جبل وتله في البيت حتى تنظر ما يصنع " ، فذهب بها إليه فقال : يقول لك أمير المؤمنين : اجعل هذا في بعض حاجتك ، فقال : رحمه الله ووصله ، تعالي يا جارية ، اذهبي إلى بيت فلان بكذا ، واذهبي إلى بيت فلان بكذا ، فاطلعت امرأة معاذ فقالت : نحن والله مساكين ، فأعطنا ، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران ، فدحا بهما إليها ، ورجع الغلام إلى عمر ، فأخبره وسر بذلك ، وقال : " إنهم إخوة بعضهم من بعض " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية