الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1418 حدثنا أبو الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد المعنى قالا حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن راشد الزوفي عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي عن خارجة بن حذافة قال أبو الوليد العدوي خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله عز وجل قد أمدكم بصلاة وهي خير لكم من حمر النعم وهي الوتر فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر [ ص: 214 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 214 ] ( الزوفي ) : بفتح الزاي المعجمة وسكون الواو ثم الفاء ( قال أبو الوليد ) : الطيالسي ( العدوي ) : صفة خارجة بن حذافة ( إن الله تعالى قد أمدكم ) : أي جعلها زيادة لكم في أعمالكم ، من مد الجيش وأمده أي زاده . وقال في المفاتيح : الإمداد إتباع الثاني الأول تقوية له وتأكيدا له من المدد ( من حمر النعم ) إلخ : بضم الحاء وسكون الميم جمع الأحمر والنعم هنا الإبل ، إضافة الصفة إلى الموصوف ، وضرب المثل بها لأنها أفضل عندهم من السود ، وحمر النعم أعز الأموال عندهم .

                                                                      قال الخطابي : الحديث يدل على أنها غير لازمة لهم ، ولو كانت واجبة لخرج الكلام على صيغة لفظ الإلزام فيقول : فرض عليكم وألزمكم أو نحو ذلك من الكلام ، وقد روى أيضا في هذا الحديث أن الله قد زادكم صلاة ، والزيادة في النوافل ، وذلك أن نوافل الصلاة شفع لا وتر فيها . فقيل أمدكم بصلاة وزادكم صلاة لم تكونوا تصلونها قبل على تلك الهيئة والصورة وهي الوتر والقول فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر فيه دليل على أن الوتر لا يقضى بعد طلوع الفجر ، وإليه ذهب مالك والشافعي وأحمد وهو قول عطاء . وقال سفيان الثوري وأبو حنيفة وأصحابه يقضي الوتر وإن كان قد صلى الفجر ، وهو قول الأوزاعي .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي وابن ماجه ، وقال الترمذي : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي حبيب . هذا آخر كلامه وقال البخاري لا يعرف لإسناده هذا الحديث سماع بعضهم من بعض . انتهى .

                                                                      قال السيوطي : ليس لعبد الله الزوفي ولا لشيخه عبد الله بن أبي مرة ولشيخه خارجة بن حذافة عند المؤلف والترمذي وابن ماجه إلا هذا الحديث الواحد ، وليس لهم رواية في بقية الكتب الستة انتهى .




                                                                      الخدمات العلمية