الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1540 حدثنا مسدد أخبرنا المعتمر قال سمعت أبي قال سمعت أنس بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال سعيد الزهري عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكنت أسمعه كثيرا يقول اللهم أعوذ بك من الهم والحزن وضلع الدين وغلبة الرجال وذكر بعض ما ذكره التيمي

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( المعتمر ) : هو ابن سليمان التيمي ( إني أعوذ بك ) : أي ألتجئ إليك ( من العجز ) : هو ضد القدرة ( والكسل ) : أي التثاقل عن الأمر المحمود ( والجبن ) : هو ضد الشجاعة وهو الخوف عند القتال ( والبخل ) : وهو ترك أداء الواجبات المالية ( والهرم ) : أي أرذل العمر ( وأعوذ بك من عذاب القبر ) : فيه إثبات لعذاب القبر وتعليم للأمة لأن الأنبياء لا يعذبون ( من فتنة المحيا والممات ) : تعميم بعد تخصيص .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي .

                                                                      [ ص: 295 ] ( قال سعيد ) : بن منصور ( الزهري ) : هذه صفة يعقوب بن عبد الرحمن ( من الهم والحزن ) : بضم الحاء وسكون الزاي وبفتحهما . قال الطيبي : الهم في المتوقع والحزن فيما فات ( وظلع الدين ) : بالظاء المعجمة بفتحتين في أكثر النسخ ؛ أي الضعف لحق بسبب الدين ، وفي بعضها بالضاد المعجمة بفتحتين وتسكين اللام ، وذكره في النهاية في ضلع أي ثقله وشدته وذلك حين لا يجد من عليه الدين وفاءه لا سيما مع المطالبة . وقال بعض السلف : ما دخل هم الدين قلبا إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه ( وغلبة الرجال ) : أي قهرهم وشدة تسلطهم عليه . والمراد بالرجال الظلمة أو الدائنون ، واستعاذ عليه الصلاة السلام من أن يغلبه الرجال لما في ذلك من الوهن في النفس كذا في المرقاة ( ما ذكره التيمي ) : هو معتمر بن سليمان التيمي .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية