الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  5620 - حدثنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي ، ثنا محمد بن مصفى ، [ ص: 97 ] ثنا عمر بن عبد الواحد ، ثنا ابن جابر ، حدثني ربيعة بن يزيد ، قال : قدم أبو كبشة السلولي دمشق ، فسأله عبد الله بن عامر اليحصبي : ما الذي أقدمك ، لعلك أردت أن تسأل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ؟ قال : لا والله ، لا أسأل أحدا شيئا بعد الذي حدثني سهل ابن الحنظلية ، قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه عيينة بن بدر الفزاري ، والأقرع بن حابس التميمي ، فسألا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا معاوية رحمه الله ، فأمره بشيء لا أدري ما هو فأقبل معاوية بصحيفتين يحملهما ، فألقى إحدى الصحيفتين إلى عيينة ، وكان أحلم الرجلين ، فأخذها فربطها في عمامته ، وألقى الأخرى إلى الأقرع بن حابس ، قال : ما فيها ؟ قال : فيها الذي أمرت به ، قال : بئس وافد قوم إن أنا جئتهم بصحيفة أحملها لا أدري ما فيها كصحيفة المتلمس ، قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل على رجل يحدثه ، فلما سمع مقالته أخذ الصحيفة ففضها ، فإذا بعير مناخ ، فقال : " أين صاحب هذا البعير ؟ " فابتغي فلم يوجد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الله في هذه البهائم ، كلوها سمانا ، واركبوها صحاحا " ، ثم مضى ، حتى دخل منزله ، وأنا معه فطفق يقول كالمتسخط : " من سأل الناس عن ظهر غنى ، فإنما يستكثر من جمر جهنم " ، فقلت : يا رسول الله ، وما ظهر الغنى ؟ قال : " أن تعلم أن عند أهله ما يغديهم أو يعشيهم " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية