الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5987 ) فصل : إذا قال : من بشرتني بقدوم أخي ، فهي طالق ، فبشرته إحداهن ، وهي صادقة ، طلقت ، [ ص: 361 ] وإن كانت كاذبة ، لم تطلق ; لأن التبشير خبر صدق ، يحصل به ما يغير البشرة من سرور أو غم . وإن أخبرته به أخرى ، لم تطلق ; لأن السرور إنما يحصل بالخبر الأول ، فإن كانت الأولى كاذبة ، والثانية صادقة ، طلقت الثانية ; لأن السرور إنما يحصل بخبرها ، فكان هو البشارة . وإن بشره بذلك اثنتان ، أو ثلاث ، أو الأربع في دفعة واحدة ، طلقن كلهن ; لأن " من " تقع على الواحد فما زاد ، قال الله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } . وقال { ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين } .

                                                                                                                                            ولو قال : من أخبرتني بقدوم أخي ، فهي طالق . فقال القاضي : هو كالبشارة ، لا تطلق إلا المخبرة الأولى الصادقة دون غيرها ; لأن مراده خبر يحصل له به العلم بقدومه ، ولا يحصل ذلك بكذب ، ولا بغير الأول . ويحتمل أن تطلق كل مخبرة ، صادقة كانت أو كاذبة ، أولا كان أو غيره ; لأن الخبر يكون صدقا وكذبا ، وأولا ومكررا . وهو اختيار أبي الخطاب . والأول قول القاضي . ومذهب الشافعي على نحو هذا التفصيل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية