الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وتعقيبه بقوله : فإن أي : وتسبب عن هذا الإيحاء الجامع الوجيز [ ص: 310 ] الدال على الصدق الذي لا شبهة فيه أنا نقول ذلك : كذبوك فقل والتعبير بأداة الشك مشير إلى أن الحال يقتضي أن يستبعد أن يقع منهم تكذيب بعد هذا ربكم أي : المحسن إليكم بالبيان والإمهال [مع كل امتنان ذو رحمة واسعة أي : فهو مع اقتداره قضى أنه يحلم عنكم بالإمهال] إلى أجل يعلمه .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما أخبر عن رحمته ، نوه بعظيم سطوته فقال : ولا يرد بأسه أي : إذا أراد الانتقام عن القوم المجرمين أي : القاطعين لما ينبغي وصله ، فلا يغتر أحد بإمهاله في سوء أعماله وتحقيق ضلاله ، وفي [هذه الآية من شديد التهديد مع لطيف الاستعطاف ما هو مسبوك على الحد] الأقصى من البلاغة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية