الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  12649 عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن رجل ، عن ابن شهاب قال : أسلمت زينب بنت - النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة الأولى ، وزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بمكة مشرك ، ثم شهد أبو العاص بدرا مشركا ، فأسر ففدي ، وكان موسرا ، ثم شهد أحدا أيضا مشركا ، فرجع عن أحد إلى مكة ، ثم مكث بمكة ما شاء الله ، ثم خرج إلى الشام تاجرا فأسره بطريق الشام نفر من الأنصار ، فدخلت زينب على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن المسلمين يجير عليهم [ ص: 172 ] أدناهم قال : " وما ذاك يا زينب ؟ " قالت : أجرت أبا العاص ، فقال : " قد أجزت جوارك " ، ثم لم يجز جوار امرأة بعدها ، ثم أسلم فكانا على نكاحهما ، وكان عمر خطبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهراني ذلك ، فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لها فقالت : أبو العاص يا رسول الله حيث قد علمت ، وقد كان نعم الصهر ، فإن رأيت أن تنتظره ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك . قال : وأسلم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بالروحاء مقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم للفتح ، فقدم على جمانة بنة أبي طالب مشركة ، فأسلمت فجلسا على نكاحهما ، وأسلم مخرمة بن نوفل ، وأبو سفيان بن حرب ، وحكيم بن حزام بمر الظهران ، ثم قدموا على نسائهم مشركات فأسلمن فجلسوا على نكاحهم ، وكانت امرأة مخرمة شفا بنة عوف أخت عبد الرحمن بن عوف ، وامرأة حكيم زينب بنت العوام ، وامرأة أبي سفيان هند بنة عتبة بن ربيعة . قال ابن شهاب : " وكان عند صفوان بن أمية مع عاتكة بنة الوليد ، آمنة بنة أبي سفيان فأسلمت أيضا مع عاتكة بعد الفتح ، ثم أسلم صفوان بعد ما قام عليهما " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية