الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر تسليم حلب إلى عماد الدين وأخذ سنجار عوضا عنها

لما وصل عز الدين إلى الرقة جاءته رسل أخيه عماد الدين ، صاحب سنجار ، يطلب أن يسلم إليه حلب ويأخذ عوضا عنها مدينة سنجار . فلم يجبه إلى ذلك ، ولج عماد الدين ، وقال : إن سلمتم إلي حلب . وإلا سلمت أنا سنجار إلى صلاح الدين ، فأشار حينئذ جماعة من الأمراء بتسليمها إليه ، وكان أشدهم في ذلك مجاهد الدين قايماز ، فلم يمكن عز الدين مخالفته لتمكنه في الدولة ، وكثرة عساكره وبلاده ، وإنما حمل مجاهد الدين على ذلك خوفه من عز الدين ، لأنه عظم في نفسه ، وكثر معه العسكر .

وكان الأمراء الحلبيون لا يلتفون إلى مجاهد الدين ، ولا يسلكون معه من الأدب ما يفعله عسكر الموصل ، فاستقر الأمر على تسليم حلب إلى عماد الدين وأخذ سنجار عوضا [ ص: 456 ] عنها ، فسار عماد الدين فتسلمها ، وسلم سنجار إلى أخيه ، وعاد إلى الموصل .

وكان صلاح الدين بمصر قد بلغه خبر ملك عز الدين حلب ، فعظم الأمر عليه ، وخاف أن يسير منها إلى دمشق وغيرها ، ويملك الجميع ، وأيس من حلب ، فلما بلغه خبر ملك عماد الدين لها برز من يومه وسار إلى الشام ، وكان من الوهن على دولة عز الدين ما نذكره إن شاء الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية