الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4803 حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تقولون في هذا قالوا حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يستمع قال ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقال ما تقولون في هذا قالوا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يستمع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الرابع حديث سهل وهو ابن سعد .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( ابن أبي حازم ) هو عبد العزيز .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( مر رجل ) لم أقف على اسمه

                                                                                                                                                                                                        قوله ( حري ) بفتح المهملة وكسر الراء وتشديد التحتانية أي حقيق وجدير .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( يشفع ) بضم أوله وتشديد الفاء المفتوحة أي تقبل شفاعته .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( فمر رجل من فقراء المسلمين ) لم أقف على اسمه ، وفي " مسند الروياني " و " فتوح مصر لابن عبد الحكم " و " مسند الصحابة الذين دخلوا مصر " من طريق أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر أنه جعيل بن سراقة .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( فمر رجل ) في رواية الرقاق قال " فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل " .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( فقال ) وقع في طريق أخرى تأتي في الرقاق بلفظ " فقال لرجل عنده جالس : ما رأيك في هذا " وكأنه جمع هنا باعتبار أن الجالسين عنده كانوا جماعة لكن المجيب واحد ، وقد سمى من المجيبين أبو ذر فيما أخرجه ابن حبان من طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عنه .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( أن لا يسمع ) زاد في رواية الرقاق " أن لا يسمع لقوله " .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( هذا ) أي الفقير ( خير من ملء الأرض مثل هذا ) أي الغني ، وملء بالهمز ويجوز في مثل النصب والجر ، قال الكرماني : إن كان الأول كافرا فوجهه ظاهر ، وإلا فيكون ذلك معلوما لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالوحي قلت : يعرف المراد من الطريق الأخرى التي ستأتي في كتاب الرقاق بلفظ " قال رجل من أشراف [ ص: 40 ] الناس : هذا والله حري إلخ " فحاصل الجواب أنه أطلق تفضيل الفقير المذكور على الغني المذكور ، ولا يلزم من ذلك تفضيل كل غني على كل فقير ، وقد ترجم عليه المصنف في كتاب الرقاق " فضل الفقر " ويأتي البحث في هذه المسألة هناك إن شاء الله تعالى




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية