الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقوله : نافلة لك قال مجاهد : " وإنما كانت نافلة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد غفر له ما تقدم [ ص: 33 ] من ذنبه وما تأخر ، فكانت طاعاته نافلة أي زيادة في الثواب ولغيره كفارة لذنوبه " . وقال قتادة : " نافلة : تطوعا وفضيلة " .

وروى سليمان بن حيان قال : حدثنا أبو غالب قال : حدثنا أبو أمامة قال : " إذا وضعت الطهور مواضعه قعدت مغفورا ، وإن قمت تصلي كانت لك فضيلة وأجرا ، فقال له رجل : يا أبا أمامة أرأيت إن قام يصلي يكون له نافلة ؟ قال : لا إنما النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يكون ذلك نافلة وهو يسعى في الذنوب والخطايا يكون لك فضيلة وأجرا " فمنع أبو أمامة أن تكون النافلة لغير النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلاة ؟ قال قلت : فما تأمرني ؟ قال : صل الصلاة لوقتها فإن أدركتهم فصلها معهم لك نافلة .

وروى قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة قيل له : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع ولا خمس . فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم بهذين الخبرين النافلة لغيره ، النافلة هي الزيادة بعد الواجب وهي التطوع والفضيلة ، ومنه النفل في الغنيمة وهو ما يجعله الإمام لبعض الجيش زيادة على ما يستحقه من سهامها ، بأن يقول : من قتل قتيلا فله سلبه ومن أخذ شيئا فهو له .

التالي السابق


الخدمات العلمية