الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي اختلف في الروح الذي سألوا عنه ، فروي عن ابن عباس : " أنه جبريل " . وروي عن علي : " أنه ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه لكل وجه سبعون ألف لسان يسبح الله بجميع ذلك " . وقيل : " إنما أراد روح الحيوان " وهو ظاهر الكلام . قال قتادة : " الذي سأله عن ذلك قوم من اليهود " . وروح الحيوان جسم رقيق على بنية حيوانية في كل جزء . منه حياة ، وفيه خلاف بين أهل العلم ، وكل حيوان فهو روح ، إلا أن منهم من الأغلب عليه الروح ومنهم من الأغلب عليه البدن . وقيل : [ ص: 34 ] أنه لم يجبهم لأن المصلحة في أن يوكلوا إلى ما في عقولهم من الدلالة عليها للارتياض باستخراج الفائدة . وروي في كتابهم أنه إن أجاب عن الروح فليس بنبي ، فلم يجبهم الله عز وجل مصداقا لما في كتابهم . والروح قد يسمى به أشياء ، منها القرآن ، قال الله تعالى : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا سماه روحا تشبيها بروح الحيوان الذي به يحيا . والروح الأمين جبريل ، وعيسى ابن مريم سمي روحا على نحو ما سمي به من القرآن .

التالي السابق


الخدمات العلمية