الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش الحيرة بين تخصص علم النفس والإدارة.. ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعمل مدرسًا في اللغة الفرنسية في المرحلة الإعدادية، وشغوف بالقراءة في العلوم الشرعية والنفسية، وحل المشكلات، والإدارة، ثم ارتأيت دراسة علم النفس (وقدمت لذلك )، ثم ما لبثت إلا وقفز علم الإدارة في ذهني لبعض ما شدني إليه الأستاذ السويدان وغيره بفنون الإدارة (وقدمت كذلك )على الإدارة، فقررت أن أجمع بينهما لما للتقارب فيما بينهما.

مع العلم أني وجدت في نفسي وقد دخلت الثلاثين أني أميل إلى القيادة، وعلم النفس الأكلينيكي والأسري، بعد الاطلاع والقراءة برأيك -دكتور- هل لي أن أجمع بينهما في علم النفس بحيث باستطاعتي ممارسة علم النفس الأكلينيكي، وتقديم دورات في القيادة وإدارة المؤسسة والتطوير الإداري؟

وشكرًا لكم على سعة صدوركم، وبالله التوفيق (أرجو إجابتك على الرسالة؛ لأن الأمر على المحك).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دريد عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعًا ممارسة أي مهنة تتطلب أن يتحصل الإنسان على المؤهلات الأكاديمية المطلوبة، لكن هنالك تفاوت، فنحن الآن نشاهد ونرى ونسمع أن كثيرًا ممَنْ يمارسون البرمجة العصبية اللغوية وتنمية البشرية وخلافه لا يحملون المؤهلات التي تجعلهم أهلاً لهذا التخصص – مع احترامي الشديد لهم – لكن في ذات الوقت تجدهم أشخاصًا لديهم مقدرات، لديهم مهارات، لديهم ذكاء اجتماعي متميز، وقد ثابروا واجتهدوا مما جعلهم يمتلكون فنون هذه التخصصات.

فيا أخي الكريم: ما دام لديك الرغبة الأكيدة وأنك قد عقدت النيَّة على إجراء هذه الدراسات، فأنا لا أرى بأسًا في ذلك أبدًا، لكن يجب أن تخضع نفسك للتدريب، علم النفس الإكلينيكي والأسري لا يمكن أن يُمارس حقيقة، أو يجب ألا يمارسه أي إنسان، أو يصف نفسه بأنه مختص إذا لم يتدرب في مركز معروف ومعترف به.

وكلمة (إكلينيكي) تعني السريري، تعني أن الإنسان تعامل معاملة مباشرة مع المرضى، ليس التزود بالمعلومة النظرية هو الذي يكفي، لا، لا بد أن يكون هنالك ضوابط لهذه المقدرات الإكلينيكية قد أوفاها الإنسان.

ويا أخي: أنا لا أرى بأسًا أبدًا أن تجمع بين التخصصات والعلوم التي تحدثت عنها، فهي متداخلة بدرجة كبيرة، وحاول أن تتحصل بقدر المستطاع على الدرجة العلمية التي تؤهلك لذلك.

وأنا أيضًا أرى أن الإنسان يجب ألا يتحمل مسؤولية المرضى إلا إذا امتلك الترخيص المطلوب لممارسة المهنة، ومعظم الدول الآن بها قيود وأسس للممارسة، لكن بكل أسف في بلدان كثيرة الأمر فيه شيء من التجاوزات، وليس هنالك ضوابط معيارية لتحدد مَن هو أهلٌ للممارسة.

فيا أخي الكريم: أنا أرى أن خطواتك هذه خطوات جيدة، ومقصدك مقصد حسن، وفي ذات الوقت ما دامت الرغبة متوفرة أعتقد أن ذلك أمر جيد، لكن يجب أن تتصل بالمراكز العلمية التي تُدرس علم النفس، وتعرف منهم إمكانية التحاقك وحصولك على مؤهل، إمكانية التدرب على الممارسة، نفس الشيء ينطبق على دورات القيادة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً