الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يسب وأنا وأمي لسنا على وفاق..ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعيش مع أمي وأخي وأختي، وأبي مسافر للعمل في الخليج منذ 4 سنوات، ووسائل التواصل الحديثة قد قرَّبت البعيد، ولكن تحدث دائمًا مشاجرات في المنزل بين أخي وأختي، وحتى أنا وأمي دائمًا لسنا على وفاق، وأعلم أن عقوق الوالدين من الكبائر.

أمي - فيما أظنُّ - لا تجيد التعامل مع أولادها بما فيهم أنا، وأبي يسب الدين بسببنا ويستغفر بعدها، وقد قلت له إنه من الكبائر، ونصحته أكثر من مرة، ولم يترك سب الدين حتى الآن، فماذا أفعل؟ هل أخرج من البيت؟

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رفعت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابننا الفاضل الكريم - في الموقع، ونسأل الله أن يهدي والدك، وأن يُعينك على برِّ والديك، وأن يُلهمكم جميعًا السداد والرشاد، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا شك أن ما يحدث من الوالد خطأ، ولكن هذا الخطأ لا يُبرِّر لك الخروج من المنزل، بل وجودك في المنزل يتأكد، حتى تكون عونًا لإخوانك وللوالدة، فإن هدوءكم وتفاهمكم ممَّا يُعين الوالد أيضًا على الاستقامة على شرع الله وعلى دين الله تبارك وتعالى، ولا شك أن ما يحصل من الوالد كبيرة من الكبائر وخطأ عظيم جدًّا، لكن دورنا أولاً أن نتفادى ما يتسبَّب فيه هذا الخطأ.

الأمر الثاني: أن تستمر في النصح للوالد بلطف، والتذكير بالله تبارك وتعالى، وإذا كان هناك علماء أو فضلاء يستطيع أن يسمع لهم من أعمامك، ممَّن يعرفون الوالد، فتكون النصيحة عبرهم أو عن طريقهم إذا كان ذلك مناسبًا، فأنت أعلم بطبيعة والدك وبالطرق التي يمكن أن تُؤثّر عليه، ولكن طالما هو يستغفر بعد أن يفعل هذا الجُرم الكبير؛ هذا على الأقل دليلٌ على أنه يعرف أن ما يحصل منه خطأ، وهذا ممَّا يُعينك بعد توفيق الله على إصلاح هذا الخلل.

فتفادوا ما يُغضب الوالد، واعلموا أن الإنسان الذي هو بعيدٌ عن أهله يكون في وضع نفسي سيئ، قطعًا هذا ليس عُذرًا له فيما يحصلُ منه من سبٍّ وعُدوانٍ، بل سبٍّ يُخرجه - والعياذ بالله - من الدِّين، هذا كلُّه أمر لا يمكن أن يُقبل، لكن دوركم كبير في الإصلاح، دوركم كبير في تهدئة الوالد، دورك أنت كبير جدًّا في النصح للوالد، ونحن نُحيّي هذا التواصل، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع الموقع، ويمكنك أيضًا أن تطلب من الوالد أن يتواصل مع الموقع، ويسأل عن حكم ما يحصل، حتى يسمع النتيجة من المشايخ والخبراء في هذا الموقع.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على برِّ والديك، واعلم أن سعيك في هداية الوالد وفي معاونة الوالدة والصبر عليها وفي التفاهم مع الإخوان، كلُّ ذلك من الواجبات الشرعية، وكلُّ ذلك لونٌ من البرِّ، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً