الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة مراعاة إيجابيات الزوجة في التعامل معها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد قمت بإرسال استشارة على موقع الشبكة الإسلامية مسبقاً ورقم الاستشارة هو (242529).

وأما موضوع هذه الاستشارة فهو مرتبط بالسابقة، حيث إنني قمت بتحديد موعد حفل الزفاف ليكون بعد شهرين إن شاء الله، كوني أدرس في أمريكا وسأعود خلال العطله الصيفية، ولكن للأسف اكتشفت شيئاً أغضبني كثيراً من زوجتي، حيث إنني ملتزم جداً والحمد لله، وأرغب أن تكون حياتي كلها على سنة الله ورسوله، إلا أنني اكتشفت أن زوجتي عندما تسافر مع أهلها إلى مدينة أخرى غير المدينة الموجود فيها أهلي، تقوم بنزع النقاب وترتدي الحجاب فقط -بدون تغطية الوجه- ولا أعلم لماذ، هل هو حياء من أقاربها الغير ملتزمين بالشكل المطلوب، حيث إنهم في العاصمة، أم أنها متثاقلة منه، وبمجرد أنها في مكان بعيد عن أهلي تنزعه حتى لا يرونها ويعلمونني بالموضوع، حيث إنها تعلم أنني شديد الغضب من هذا.

والآن أنا علمت من إحدى صديقات أختي التي أعلمتها، بأنها رأتها بدون النقاب في تلك المدينة، ويمكنني التأكد من ذلك بسؤالها مباشرة.

ولكن بعد هذا الموقف اهتزت صورتها من جديد، ولا أعرف كيف سأثق بها بعد الآن، إذ أنها وعدتني بأنها لن تخلعه أبداً وأنها مقتنعة به، بصراحة -يا شيخ- أصبحت أحس بأنني لم أظفر بذات الدين على الرغم من أنها تصلي كما ذكرت لك مسبقا، وحتى صلاة الفجر تأكدت من أنها تصليها في وقتها، ولا تسمع الأغاني كوني طلبت منها ذلك، ومحافظة على قراءة القرآن، ولكني لا أستطيع أن أفهم لماذا يحدث معي هذا.

هل أتراجع عن موضوع الزواج؟ حيث إنني كتبت الكتاب ولكن لم أجرِ حفل الزفاف بعد، وأنا أبحث عن زوجة تريحني، بحيث تكون ملتزمة أكثر، أم بماذا تنصحني يا أخي.

أنا في حيرة من أمري، أرجو منك الرد بالسرعة الممكنة، وجزاك الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا!

فقد أسعدني حرصك على الخير، وأفرحتني رغبتك وإصرارك على صاحبة الدين، ولن يفشل من يطلب الدين، فأبشر بتوفيق الله وأمّل ما يسرك.

واعلم أن الزوجة على دين وأخلاق زوجها، فهو قائد السفينة وبيده القوامة، وطاعته من طاعة الله.

وقد ظهر لنا من كلامك عن تلك الفتاة أن فيها خيراً كثيراً، ولن تجد امرأة بلا عيوب، لأننا معشر الرجال كذلك لا نخلو من العيوب، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، وأرجو أن تقتنع بما ذكره لك شيخنا الفاضل موافي عزب في استشارتك السابقة، وهو ما نؤكده لك أيضاً.

وأرجو أن تعلم أن المرأة لا تنال حريتها ولا تطبق قناعتها إلا عندما تكون في بيت زوجها، فسارع بإكمال المشوار حتى تعين هذه الفتاة على تطبيق شرع الله، وذكرها بلطف بضرورة المراقبة لله، ولا تحرص على تتبع عثراتها، فإنك إذا تتبعت عورتها أفسدتها، وعلى مثل الشمس فاشهد.

ولا تعتمد على نقولات النساء، فإن الأمر لا يخلو من الكيد، خاصة وقد ذكرت أن في النفوس شيئاً، وحتى لو فرضنا أن ذلك حصل، فماذا تستفيد من تدمير فتاة انتظرتك سنوات، وحرصت على أن ترضيك بحفظ القرآن والطاعات، وكل ذلك دليل على أن قيادها سهل، ولا عجب فهي من بيت يحافظ على صلاة الفجر.

فأرجو أن تنظر في الإيجابيات مع اهتمامك بمعالجة الخلل والسلبيات بحكمة ولطف ورفق.

وأخبرها بغيرتك عليها، وبأن وجهها وزينتها ملك لك وحدك، واطرد عن نفسك كثرة الشكوك، وتجنب التردد فإنه يتعبك ويتعب زوجتك وأهلك، وأكثر من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

واعلم أننا ننال التوفيق بطاعتنا لله، ونصون أعراضنا –بعد توفيق الله– بصيانتنا لأعراض الآخرين، فإذا كنت –ولله الحمد ملتزما– فثق بأن الله يدافع عن الذين آمنوا، وأنه سبحانه يحفظ من حفظه واتقاه ويجلب له الخير والنفع.

فسارع بإكمال مراسيم الزواج حتى تخرج هذه الفتاة من سيطرة وتأثير عائلتها، وسوف تكون لك بحول الله وقوته أطوع لك من نياتك، وأرجو أن تعلم أن تأخير الدخول يترك آثار سالبة في الفتاة، وأهلها ويجعل سلطان الأسرة عليها قوياً، وخير البر عاجله.

واحرص على ترميم علاقتك بخالتك، وانقل إليها أحسن ما عند زوجتك من المشاعر اتجاهها، ولا تحاول أن تخبر زوجتك بما حصل من أهلك، حتى لا يتسلل البغض إلى النفوس، فتجد نفسك أمام معادلة صعبة، لأنك مطالب بالإحسان إلى أهلك بعدم ظلم زوجتك.

ونحن نوصيك وأنفسنا بوصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ))[النساء:131].

ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك للخير، وأن يجمع بينكما في خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات