الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أريد العيش في أوربا وأمي ترفض.. كيف أرضيها وأقنعها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الطيبون: أنا جدًا ممتن لهذا الموقع الرائع، تمنياتي لكم التوفيق والنجاح.

حقيقة سأحاول تلخيص مشكلتي قدر الإمكان، كنت أحلم أن أحقق أمنية أمي من أجل الذهاب إلى أوروبا أكثر من عشر سنوات، جربت فيها عدة طرق، وخسرت فيها الكثير، ولله الحمد، قدر الله وأتيت لأوروبا منذ 8 أشهر، طيلة هذه المدة التي قضيتها هنا فقط في التفكير، أحاول جاهدًا أن أقنع نفسي بالحياة الجديدة، ولم أستطع، أشعر بأن حياتي تضيع، تغيرت حياتي تمامًا، كنت أعيش في بلدي معززًا مكرمًا، أذهب للمسجد باستمرار، أزور عائلتي، ألتقي بالأصدقاء، كنت أعمل عملاً على قدر المستطاع، ولله الحمد.

عمري 30 سنة، وللتو بدأت من الصفر؛ لأنني أدرس هنا، أفكر في الزواج، ولدي تخوف كبير بسبب عدم نجاحه، خاصة هنا في أوربا، أريد أن أرجع لبلدي، لكن أمي ترفض ذلك، وأنا أحاول جاهدًا أن أرضيها.

أنا الآن بين المطرقة والسندان، لا أعرف ما هدفي الآن، وأين أتجه؟ مشروعي الذي بنيته مدة سبع سنوات، تخليت عنه وضاع تمامًا.

المرجو إرشادي، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير، وأن يرزقك خيري الدنيا والآخرة، وأن يبصرك بالحق، وييسر لك طريقًا إليه.

أخي الكريم: في سؤالك أخي عدة أسئلة مرتبطة ببعض، من المهم الجواب على كل سؤال حتى تستطيع أن تأخذ القرار الأصوب -إن شاء الله-.

أولاً: حكم الإقامة في بلاد غير المسلمين؟
ثانيًا: كيفية التعامل مع الوالدة الحريصة على بقائك في تلك البلاد؟
ثالثًا: التفكير في الزواج.

أما أولاً: فاعلم بارك الله فيك أن الأصل الإقامة في بلاد المسلمين، فإذا دعت الحاجة إلى الإقامة عندهم لدراسة أو عمل، وهو آمن على دينه مقيم لشعائره، وعنده من العلم ما يدفع به الشبهات التي قد ترد عليه، أو من العلماء من يستفتيه في الملمات، وعنده من التقوى ما يدفع به الشهوات، فنقول لمن هذا حاله: يجوز لك الإقامة في تلك البلاد إذا كان ما مضى محفوظًاً.

أما من لم يأمن على دينه، أو نفسه، ولم يستطع أن يرد الشهوة، أو يجيب على الشبهة، فإنه لا يحل له البقاء فيها، وعلى هذا يحمل حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قال الحافظ بن حجر: وهذا محمول على من لم يأمن على دينه.

ثانيًا: إن استطعت التأقلم في تجمع إسلامي في تلك البلاد، ورأيت أنك قادر على التعايش معهم مع الحفاظ على تدينك، وكانت المشكلة في مسألة البداية، وأنت في الثلاثين من عمرك، فنقول لك: هذه ليس بداية متأخرة، وعليك ما يلي:

1- وضع خطة لما تريد إنجازه.
2- الدراسة في بلاد الغرب لا تكون عائقًا للإنسان أمام عمله.
3- الجمع بين الأمرين ليس مستحيلاً، إذا راعيت الطريقة المثلى للاستفادة من الوقت.
4- استشر من أهل الدين والصلاح، أصحاب التخصص والفهم، ممن طال عمرهم في تلك البلاد، فهم أدرى بقوانينها وما يمكن أن يصلح لك.
5- لا ننصحك بالزواج في بداية الطريق، ولا وأنت غير مستعد ماديًا، بل ننصحك بالتحمل والصبر، مع الإكثار من الصيام حتى تتضح الرؤية لك.
6- بصفة عامة: نحن لا ننصح بأن ينشأ أبناء المسلمين في بلاد غير بلاد المسلمين، لأسباب يطول شرحها، خاصة وقد رأينا بأنفسنا أحوال الأبناء هناك، لذا ننصحك بالتريث والتفكير المعمق قبل الإقدام على التفكير من الزواج

ثالثًا: إذا كنت لا تستطيع المحافظة على دينك، وكانت العقبة في الرجوع هي إرضاء والدتك، فإننا ننصحك أن تحدث أهلك وأخوالك، ومن له تأثير عليها، وأن ترحل من البلاد التي لا تستطيع أن تقيم فيها دينك إلى غيرها، وأرض الله واسعة.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً