الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
87 - باب الدعاء المأثور في ليلة الجمعة لحفظ القرآن

527 - أخبرنا محمد بن عبد الحافظ أخبرنا أبو النضر محمد بن يوسف الفقيه ، وأبو الحسن أحمد بن محمد العنزي قالا : حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج ، حدثنا أبو عبد الله البوسنجي محمد بن إبراهيم ح وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، حدثنا محمد بن إبراهيم العبدي قالا : حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه بينا هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : بأبي وأمي يا رسول الله ، تفلت هذا القرآن من صدري ، فما أجدني أقدر عليه . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا الحسن ! أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمته في صدرك ؟ " . قال : أجل يا رسول الله ، فعلمني . قال : " إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وهو قول أخي يعقوب لبنيه : ( سوف أستغفر لكم ربي ) حتى تأتي ليلة الجمعة ، فإن لم تستطع فقم في وسطها ، فإن لم تستطع فقم في أولها ، فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب [ ص: 136 ] وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و ( الم تنزيل ) السجدة ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب ، و ( حم ) الدخان ، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب ، و ( تبارك ) المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله ، وصل علي وعلى سائر النبيين ، وأحسن واستغفر لإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، ثم استغفر للمؤمنين وللمؤمنات ، ثم قل آخر ذلك : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والقوة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري ، وأن تشغل به بدني ، فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتنيه إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أبا الحسن ! تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا ، تجاب بإذن الله . فوالذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط " . قال عبد الله بن عباس : فوالله ما لبثت إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال : [ ص: 137 ] يا رسول الله ! إني كنت فيما خلا لأتعلم أربع آيات أو نحوهن ، فإذا قرأتهن يتفلتن ، فأما اليوم فأتعلم الأربعين آية ونحوها ، فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله تعالى نصب عيني ، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا أردته تفلت ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا حدثت بها لم أخرم منها حرفا . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : " مؤمن ورب الكعبة, أبو الحسن " .

[ ص: 138 ] . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ ص: 139 ] . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ ص: 140 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية