الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال ) ولو قال لأربع نسوة : بينكن تطليقة ، تطلق كل واحدة واحدة ; لأنه أوقع على كل واحدة منهن ربع تطليقة ، وربع التطليقة كمالها فإن التطليقة الواحدة لا يتجزأ وقوعها ، ولو قال : بينكن تطليقتان ، فكذلك الجواب ; لأن كل واحدة منهن يصيبها نصف تطليقة إلا أن يقول : عنيت أن كل تطليقة بينهن ، فحينئذ يقع على كل واحدة منهن تطليقتان ; لأنه صار موقعا على كل واحدة ربع تطليقة وربع تطليقة أخرى ولكن ما لم ينو ، لا يحمل على هذا ; لأن الجنس واحد ، والقسمة في الجنس الواحد بين الأشخاص تكون جملة واحدة ولكن إذا عني قسمة كل تطليقة فقد شدد الأمر على نفسه ، واللفظ محتمل لذلك وكذلك لو قال : بينكن ثلاث تطليقات أو أربع تطليقات ، تطلق كل واحدة منهن واحدة إلا أن يقول : عنيت أن كل تطليقة بينهن فحينئذ تطلق كل واحدة ثلاثا ولو قال : بينكن خمس تطليقات ، تطلق كل واحدة منهن ثنتين ; لأن كل واحدة منهن يصيبها تطليقة وربع ، وكذلك إن قال : ست أو سبع أو ثمان وإن قال : بينكن تسع تطليقات تطلق كل واحدة ثلاثا ; لأن كل واحدة منهن يصيبها بالقسمة تطليقتان وربع تطليقة وكذلك لو قال : أشركتكن في ثلاث تطليقات فلفظ الإشراك ولفظ البين سواء بخلاف ما لو طلق امرأتين له ثم قال لثالثة : أشركتك فيما أوقعت عليهما ، يقع عليها تطليقتان ; لأنه صار مشركا لها في كل تطليقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية