الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الشهيد وكفنه ودفنه والصلاة عليه قال : وقال مالك : من مات في المعركة فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ، ويدفن بثيابه قال : ورأيته يستحب أن يترك عليه خفاه وقلنسوته ، قال : ومن عاش فأكل أو شرب أو عاش حياة بينة ليس كحال من به رمق وهو في غمرة الموت ، فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويكون بمنزلة الرجل تصيبه الجراح فيعيش أياما ويقضي حوائجه ويشتري ويبيع ثم يموت فهو وذلك سواء . قال وقال مالك : ما علمت أنه يزاد في كفن الشهيد أكثر مما عليه شيئا .

                                                                                                                                                                                      قال وقال مالك : لا ينزع من الشهيد الفرو ، وقال وما علمت أنه ينزع مما عليه شيء .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : تفسير قول مالك أنه لا يدفن معه السلاح لا سيفه ولا رمحه ولا درعه ، ولا شيء من السلاح وإن كان للدرع لابسا .

                                                                                                                                                                                      قلت : فهل يحنط الشهيد في قول مالك ؟ قال : قول مالك من لا يغسل لا يحنط ألا تسمع الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : { زملوهم بثيابهم } .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت من قتله العدو بحجر أو بعصا أو خنقوه خنقا حتى مات ، أيصنع به ما يصنع بالشهيد من ترك الغسل وغيره ؟قال من قول مالك : أنه من قتل في المعركة فهو شهيد وقد تقتل الناس بالألوان من القتل ، فكلهم شهيد فكل من قتله العدو أي قتلة كانت صبرا أو غيره في معركة أو غير معركة فأراه مثل الشهيد في المعركة . [ ص: 259 ] قلت : أرأيت لو أن أهل الحرب أغاروا على قرية من قرى أهل الإسلام فدفع أهل الإسلام عن أنفسهم فقتلوا ، أيصنع بهم ما يصنع بالشهيد في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن الليث بن سعد أن ابن شهاب حدثه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله أخبره ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر واحد ، ثم يقول : أيهم أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ، وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا } .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن ابن أبي ذئب ، قال : صلى على ثابت بن شماس بن عثمان يوم أحد بعد أن عاش يوما وليلة .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية