الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                8 قال البخاري :

                                وقال ابن مسعود : اليقين الإيمان كله .

                                التالي السابق


                                هذا الأثر رواه الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن علقمة ، عن ابن مسعود .

                                واليقين هو العلم الحاصل للقلب بعد النظر والاستدلال ، فيوجب قوة [ ص: 14 ] التصديق حتى ينفي الريب والشك ، ويوجب طمأنينة القلب بالإيمان وسكونه وارتياحه به .

                                وقد جعله ابن مسعود الإيمان كله ، وكذا قال الشعبي أيضا .

                                وهذا مما يتعلق به من يقول : إن الإيمان هو مجرد التصديق ، حيث جعل اليقين الإيمان كله ، فحصره في اليقين .

                                ولكن لم يرد ابن مسعود أن ينفي الأعمال من الإيمان ، إنما مراده أن اليقين هو أصل الإيمان كله ، فإذا أيقن القلب بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر انبعثت الجوارح كلها للاستعداد للقاء الله تعالى بالأعمال الصالحة ، فنشأ ذلك كله عن اليقين .

                                قال الحسن البصري : ما طلبت الجنة إلا باليقين ، ولا هرب من النار إلا باليقين ، ولا أديت الفرائض إلا باليقين ، ولا صبر على الحق إلا باليقين .

                                وقال سفيان الثوري : لو أن اليقين وقع في القلب كما ينبغي لطارت القلوب ; اشتياقا إلى الجنة ، وخوفا من النار .

                                ويذكر عن لقمان قال : العمل لا يستطاع إلا باليقين ، ومن يضعف يقينه يضعف عمله .

                                قال عبد الله بن عكيم : سمعت ابن مسعود يقول في دعائه : اللهم ، زدنا إيمانا ويقينا وفهما !




                                الخدمات العلمية