الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

284 . ولم يروا فتياه أو عمله على وفاق المتن تصحيحا له      285 . وليس تعديلا على الصحيح
رواية العدل على التصريح

التالي السابق


أي : ولم يروا فتيا العالم على وفق حديث حكما منه بصحة ذلك الحديث ; لإمكان أن يكون ذلك منه احتياطا ، أو لدليل آخر وافق ذلك الخبر . وأما رواية العدل عن شيخ بصريح اسمه ، فهل ذلك تعديل له أم لا ؟ فيه ثلاثة أقوال :

أحدها : أنه ليس بتعديل; لأنه يجوز أن يروي عن غير عدل . وهذا قول أكثر العلماء من أهل الحديث ، وغيرهم . وهو الصحيح ، كما قال ابن الصلاح .

والثاني : أنه تعديل مطلقا; إذ لو علم فيه جرحا لذكره ، ولكان غاشا في الدين ، لو علمه ولم يذكره حكاه الخطيب وغيره . قال أبو بكر الصيرفي : وهذا خطأ; لأن الرواية تعريف له والعدالة بالخبرة .

وأجاب الخطيب : بأنه قد لا يعلم عدالته ، ولا جرحه .

[ ص: 350 ] والثالث : أنه إن كان ذلك العدل الذي روي عنه لا يروي إلا عن عدل كانت روايته تعديلا ، وإلا فلا . وهذا هو المختار عن الأصوليين ، كالسيف الآمدي ، وأبي عمرو بن الحاجب ، وغيرهما . أما إذا روى عنه من غير تصريح باسمه ، فإنه لا يكون تعديلا ، بل ولو عدله على الإبهام لم يكتف به كما تقدم .




الخدمات العلمية