الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          74 - فالأول : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد ، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي ، فقيل لي : هذا موسى وقومه ، ولكن انظر إلى الأفق ، فنظرت فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : انظر إلى الأفق الآخر ، فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : هذه أمتك ، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب . ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم : فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال بعضهم : فلعلهم [ ص: 39 ] الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله - وذكروا أشياء - فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما الذي تخوضون فيه ؟ فأخبروه فقال : هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون . فقام عكاشة بن محصن ، فقال : ادع الله أن يجعلني منهم فقال : أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال : ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : سبقك بها عكاشة متفق عليه .

                                          «الرهيط» بضم الراء تصغير رهط وهم دون عشرة أنفس : و«الأفق» الناحية والجانب . و«عكاشة» بضم العين وتشديد الكاف وبتخفيفها والتشديد أفصح .

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية