الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1469 وحدثني إبراهيم بن موسى الرازي حدثنا عيسى يعني ابن يونس حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس عن عمر بن الحكم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال غيره وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثنا عمران بن أبي أنس عن عمر بن الحكم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر . أو قال : غيره يفرك بفتح الياء والراء وإسكان الفاء بينهما قال أهل اللغة فركه بكسر الراء يفركه إذا أبغضه ، والفرك بفتح الفاء وإسكان الراء البغض ، قال القاضي عياض : هذا ليس على النهي ، قال : هو خبر ، أي لا يقع منه بغض تام لها . قال : وبغض الرجال للنساء خلاف بغضهن لهم . قال : ولهذا قال : إن كره منها خلقا رضي منها آخر هذا كلام القاضي وهو ضعيف أو غلط ، بل الصواب [ ص: 47 ] أنه نهي أي ينبغي أن لا يبغضها ، لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك . وهذا الذي ذكرته من أنه نهي يتعين لوجهين : أحدهما : أن المعروف في الروايات ( لا يفرك ) بإسكان الكاف لا برفعها وهذا يتعين فيه النهي ولو روي مرفوعا لكان نهيا بلفظ الخبر .

                                                                                                                والثاني : أنه قد وقع خلافه فبعض الناس يبغض زوجته بغضا شديدا ولو كان خبرا لم يقع خلافه وهذا واقع ، وما أدري ما حمل القاضي على هذا التفسير .




                                                                                                                الخدمات العلمية