الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3891 حدثنا عبد الله القعنبي عن مالك عن يزيد بن خصيفة أن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي أخبره أن نافع بن جبير أخبره عن عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال عثمان وبي وجع قد كاد يهلكني قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امسحه بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد قال ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عن يزيد بن ) عبد الله بن ( خصيفة ) بضم المعجمة وفتح المهملة مصغرا ( أن عمرو ) بفتح العين ابن عبد الله بن كعب بن مالك ( السلمي ) بفتحتين الأنصاري المدني الثقة كذا في شرح الموطأ .

                                                                      وفي لب اللباب السلمي بفتحتين إلى سلمة بكسر اللام بطن من الأنصار وكسرها المحدثون أيضا في النسبة انتهى ( قد كاد ) أي : قارب ( يهلكني ) ولمسلم وغيره من رواية الزهري عن نافع عن عثمان أنه اشتكى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعا يجده في جسده منذ أسلم ( امسحه ) أي : موضع الوجع ( بيمينك سبع مرات ) وفي رواية مسلم فقال : ضع يدك على الذي [ ص: 306 ] يألم من جسدك وللطبراني والحاكم : ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات ( وقل ) زاد مسلم : بسم الله ثلاثا قبل قوله ( أعوذ ) أعتصم ( ما أجد ) زاد في رواية مسلم : وأحاذر وللطبراني والحاكم عن عثمان أنه يقول ذلك في كل مسحة من السبع .

                                                                      حسنه الترمذي والحاكم وصححه عن محمد بن سالم قال قال لي ثابت البناني يا محمد إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا . قال فإن أنس بن مالك حدثني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثه بذلك ( ما كان بي ) من الوجع ( وغيرهم ) لأنه من الأدوية الإلهية والطب النبوي لما فيه من ذكر الله والتفويض إليه والاستعاذة بعزته وقدرته وتكراره يكون أنجح وأبلغ كتكرار الدواء الطبيعي لاستقصاء إخراج المادة وفي السبع خاصية لا توجد في غيرها .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه بنحوه انتهى .




                                                                      الخدمات العلمية