الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  باب أحلت اللقطة اليسيرة

                                                                  18636 عبد الرزاق ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد [ ص: 141 ] الخدري ، قال : كان لعلي من النبي صلى الله عليه وسلم دخلة ليست لأحد ، وكان للنبي صلى الله عليه وسلم من علي دخلة ليست لأحد غيره ، فكانت دخلة النبي صلى الله عليه وسلم من علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل عليهم كل يوم ، فإن كان عندهم شيء ، قربوه إليه ، قال : فدخل يوما ، فلم يجد عندهم شيئا ، فقالت فاطمة حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم : سوه قد كنا عودنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 000 خرج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصب شيئا فقال علي : اسكتي أيتها المرأة فرسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما في بيتك منك ، فقالت : اذهب عسى أن تصيب لنا شيئا أو تجد أحدا يسلفك شيئا ، فخرج فلم يجد ، فبينا هو في السوق يمشي وجد دينارا فأخذه ، ثم قال : من يعترف الدينار ؟ فلم يجد أحدا يعترفه ، فقال : والله ، إني لو أخذت هذا الدينار ، فاشتريت به طعاما ، وكان سلفا علي إن جاء صاحبه غرمته ، فعرض له رجل ، فباعه طعاما ، فلما استوفى عليه طعاما ، رد عليه الدينار ، فقال علي : قد أعطيتنا طعامك ، وأعطيتنا دينارا ، فلم يزل به الرجل ، حتى رد إليه الدينار ، فقالت فاطمة لعلي حين حدثها ذلك : أما استحييت أن تأخذ طعام الرجل والدينار ؟ قال : فرددته فأبى فلما فني [ ص: 142 ] ذلك الطعام ، خرج بذلك الدينار إلى السوق ، فعرض له ذلك الرجل ، فاشترى منه طعاما ، ثم رد إليه الدينار ، فقال له علي : أيها الرجل قد فعلت في هذا مرة خذ دينارك ، فلم يزل الرجل بعلي حتى رد إليه الدينار ، فلما ذكر ذلكعلي لفاطمة قالت : أيها الرجل استحي لا تعودن لهذا ، فلما فني ذلك الطعام ، خرج علي بذلك الدينار ، فعرض له ذلك الرجل ، فاشترى منه طعاما ، فأعطاه الرجل الدينار ، فرمى به علي ، والله لا آخذه فأخذه الرجل فذكروا شأنهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ذلك رزق سيق إليك ، لو لم تردده لقام بكم " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية