الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  18303 عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كانت أم عمير بن سعيد عند الجلاس بن سويد فقال الجلاس في غزوة تبوك : إن كان ما يقول محمد حقا فلنحن شر من الحمير ، فسمعها عمير فقال : والله إني لأخشى إن لم أرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل القرآن فيه ، وأن أخلط بخطيئته ، ولنعم الأب هو لي ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم : " فدعا الجلاس فعرفه وهم يترحلون فتحالفا ، فجاء الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسكتوا فلم يتحرك أحد ، وكذلك كانوا يفعلون لا يتحركون إذا نزل الوحي ، فرفع عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر - حتى - فإن يتوبوا [ ص: 47 ] فقال الجلاس : استتب لي ربي ، فإني أتوب إلى الله وأشهد لقد صدق وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله ، قال عروة : كان مولى للجلاس قتل في بني عمرو بن عوف فأبى بنو عمرو أن يعقلوه " فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم جعل عقله على بني عمرو بن عوف " قال عروة : " فما زال عمير منها بعلياء حتى مات - يعني كثر ماله وارتفع على الناس أي : بالمال فهو التعلي " قال ابن جريج : وأخبرت عن ابن سيرين قال : " فما سمع عمير من الجلاس شيئا يكرهه بعدها " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية