الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 485 ] 9 - باب إيجاب الغسل بالتقاء الختانين

                                                                                        ونسخ قوله : الماء من الماء

                                                                                        186 \ 1 - قال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا عبد الأعلى ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن معمر بن أبي حيية مولى ابنة صفوان ، عن عبيد بن رفاعة بن رافع ، عن أبيه رفاعة بن رافع ، قال : إن عمر رضي الله عنه أفتى على رفاعة ، فقال : أوكنتم تفعلون ذلك ، إذا أصاب أحدكم المرأة ثم أكسل لم يغتسل ؟ قال : " قد كنا نفعل ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يأتنا فيه من الله تعالى تحريم ، ولم يكن فيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي " .

                                                                                        186 \ 2 - رواه الإمام أحمد قال : حدثنا يحيى بن آدم ، ثنا زهير وابن إدريس قالا : ثنا محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن معمر بن أبي حيية ، عن عبيد بن رفاعة بن رافع ، عن أبيه - قال زهير في حديثه : رفاعة بن رافع وكان عقبيا بدريا - ، قال : كنت عند عمر رضي الله عنه فقيل له : إن زيد بن ثابت رضي الله عنه يفتي الناس في المسجد ! - قال زهير في حديثه : الناس برأيه - في الذي يجامع ولا ينزل ، فقال : أعجل به ، فأتى به . فقال : يا عدو نفسه ، أوقد بلغت [ ص: 486 ] أن تفتي الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيك ؟ قال : ما فعلت ذلك ، حدثتني عمومتي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أي عمومتك ؟ قال : أبي بن كعب . قال زهير : وأبو أيوب ، ورفاعة بن رافع .

                                                                                        فالتفت عمر رضي الله عنه إلي فقال : ما يقول هذا الفتى ؟ فقلت : كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فسألتم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فجمع الناس ، فاتفق على أن الماء لا يكون إلا من الماء ، إلا رجلين : علي بن أبي طالب ، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما ، قالا : " إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل " .

                                                                                        قال : فقال علي رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، إن أعلم الناس بهذا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ! فأرسل إلى حفصة رضي الله عنها ، فقالت : لا علم لي . فأرسل إلى عائشة رضي الله عنها فقالت : " إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل " .

                                                                                        فتحطم عمر رضي الله عنه ، ثم قال : لا يبلغني أن أحدا فعله ولم يغتسل إلا أنهكته عقوبة
                                                                                        .

                                                                                        186 \ 3 - وقال عبد الله بن أحمد : حدثني عبد الله بن أبي شيبة ، ثنا عبد الأعلى ، فذكره مطولا . ومعمر وثقه ابن معين .

                                                                                        وأصله في الصحيح بغير هذا السياق ، وروى بعضهم حديث عائشة رضي الله عنها مجردا .

                                                                                        186 \ 4 - وقال أحمد بن منيع : حدثنا يحيى بن سعيد ، ثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن معمر بن أبي حيية ، عن عبيد بن رفاعة ، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ، أنه كان يقص فيقول في قصصه : " إن الرجل إذا خالط المرأة فلم ينزل فلا غسل عليه " . فقام رجل من عند زيد فأتى عمر رضي الله عنه فأخبره ، فقال عمر رضي الله عنه [ ص: 487 ] للرجل : اذهب إليه فائتني به ; لتكون عليه شهيدا ! فلما جاءه قال له عمر رضي الله عنه : يا عدو الله ، أنت الذي تضل الناس بغير علم ! فقال زيد رضي الله عنه : والله يا أمير المؤمنين ما ابتدعته من قبل نفسي ، وإنما أخبرني به أعمامي . قال : وأي عمومتك ؟ قال : أبي ، وأبو أيوب ، ورفاعة يومئذ عند عمر رضي الله عنهم ، فقال رفاعة رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، قد كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم ؟ قال : لا علم لي .

                                                                                        فقال له علي رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، إن هذا الأمر لا يصلح ، وقال له معاذ رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، إن هذا الأمر لا يصلح .


                                                                                        [ ص: 488 ] [ ص: 489 ] [ ص: 490 ] [ ص: 491 ] [ ص: 492 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية