الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

552 . وكله منقطع ، والأول قد شيب وصلا ما ، وقد تسهلوا      553 . فيه بعن ، قال وهذا دلسه
تقبح إن أوهم أن نفسه      554 . حدثه به ، وبعض أدى
(حدثنا) ، (أخبرنا) وردا [ ص: 459 ]      555 . وقيل في العمل إن المعظما
لم يره ، وبالوجوب جزما      556 . بعض المحققين وهو الأصوب
و (لابن إدريس) الجواز نسبوا

التالي السابق


أي : وكل ما ذكر من الرواية بالوجادة منقطع ، سواء وثق بأنه خط من وجده عنه ، أم لا . ولكن الأول وهو إذا ما وثق بأنه خطه أخذ شوبا من الاتصال بقوله : وجدت بخط فلان ، وقد تسهل من أتى بلفظة : "عن فلان" في موضع الوجادة ، قال ابن الصلاح : وذلك تدليس قبيح ، إذا كان بحيث يوهم سماعه منه على ما سبق في نوع التدليس .

فقولي : ( أن نفسه ) أي : نفس من وجد ذلك بخطه حدثه به . وجازف بعضهم فأطلق في الوجادة : حدثنا وأخبرنا ، وانتقد ذلك على فاعله ، قال القاضي عياض : لا أعلم من يقتدى به أجاز النقل فيه بـ : حدثنا ، وأخبرنا ، ولا من يعده معد المسند . انتهى .

هذا الحكم في الرواية بالوجادة ، وأما العمل بها ، فقال القاضي عياض : اختلف أئمة الحديث والفقه والأصول فيه ، مع اتفاقهم على منع النقل ، والرواية به ، فمعظم المحدثين والفقهاء من المالكية وغيرهم ، لا يرون العمل به ، قال : وحكي عن الشافعي - رحمه الله - جواز العمل به ، وقالت به طائفة من نظار أصحابه ، قال : وهو الذي [ ص: 460 ] نصره الجويني واختاره غيره من أرباب التحقيق . قال ابن الصلاح : قطع بعض المحققين من أصحابه في أصول الفقه بوجوب العمل به عند حصول الثقة به ، وقال : لو عرض ما ذكرناه على جملة المحدثين لأبوه . قال ابن الصلاح : وما قطع به هو الذي لا يتجه غيره في الأعصار المتأخرة ، وقال النووي : هذا هو الصحيح .




الخدمات العلمية