الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما .

[29] يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل أي: الحرام; كالقمار والسرقة ونحوهما.

إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم استثناء منقطع، ولكن تكون تجارة عن تراض منكم غير منهي عنه. قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف: (تجارة) بالنصب على خبر كان; أي: إلا أن تكون الأموال تجارة، وقرأ الباقون: بالرفع; أي: إلا أن تقع تجارة عن تراض منكم; أي: بطيبة نفس كل واحد منكم، وروي عن قنبل، ويعقوب: الوقف بالياء على (تراضي)، والتراضي عند الشافعي وأحمد: الافتراق عن مجلس البيع بتمامه، فلكل واحد منهما الخيار ما داما في المجلس، وعند أبي حنيفة ومالك: هو رضا المتبايعين بما تعاقدا عليه، فإذا وجب البيع [ ص: 118 ] بينهما، فليس لأحدهما الخيار، وإن كانا في المجلس، وخص التجارة بالذكر; لأنها أغلب أسباب المكاسب.

ولا تقتلوا أي: لا تهلكوا.

أنفسكم بأكل الأموال بالباطل.

إن الله كان بكم رحيما يا أمة محمد.

رحيما لما أمر بني إسرائيل بقتل الأنفس، ونهاكم عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية