الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون .

[109] ولما طلبت قريش منه -صلى الله عليه وسلم- نزول الملائكة، وإحياء الموتى، وجعل الصفا ذهبا، وحلفوا أنهم يؤمنون عند ذلك، وكان المؤمنون يحبون ذلك ليؤمن المشركون، نزل:

وأقسموا بالله جهد أيمانهم مجتهدين في الحلف.

لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها يا محمد.

قل إنما الآيات عند الله لا عندي، وهو القادر على المجيء بها، لا أنا.

وما استفهام مبتدأ، خبره: [ ص: 450 ]

يشعركم أي: يدريكم أيها المؤمنون. روي عن أبي عمرو: (يشعركم) بإسكان الراء، وروي عنه باختلاسها، وقرأ الباقون: بإشباع الحركة، وتقدم في سورة البقرة.

أنها أي: الآية المقترحة.

إذا جاءت الكفار.

لا يؤمنون بها; لسبق علمه بعدم إيمانهم. قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وخلف، وعاصم بخلاف عن راويه أبي بكر (إنها) بكسر الألف على الابتداء، وقالوا: تم الكلام عند قوله: (وما يشعركم)، وقرأ الباقون: بفتح الألف بمعنى لعل، وقرأ ابن عامر: (لا تؤمنون) بالتاء على خطاب الكفار، والباقون: بالياء على الخبر.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية